انتزاع ميناء الحديدة مقابل فتح مطار صنعاء.. صفقة أم معركة محسومة؟
كشفت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الأمم المتحدة قامت بمحاولة فاشلة لإجلاء أكثر من خمسة آلاف يمني قرب ميناء الحديدة، أكبر موانئ البلاد، والذي يواجه هجوماً وشيكاً من قِبل قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وقالت الوكالة نقلاً عن مسؤولي إغاثة في اليمن، إنّ المحاولة لنقل المدنيين جرت في 27 ابريل/نيسان لنقلهم إلى أماكن أكثر أمناً حيث يمكنهم تلقي المساعدة دون حدوث اضطراب. وفي النهاية أظهر عدد قليل من السكان المحليين الموافقة فيما رفض الباقي التحرك.
وقال مسول إنساني: كان الأمر برمته فشلاً.
وأضافت الوكالة إن معركة الحديدة تقترب شيئاً فشيئاً، مما يهدد بتهجير الكثيرين من المدينة البالغ عددهم 600 ألف مواطن، وتشهد المنطقة قرب الميناء بطء أكبر في عملية الإجلاء.
وقال آدم بارون، وهو زميل زائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: “من الواضح أن هذا ما يحدث في الحقيقة”. “إنهم في الواقع يحققون زخمًا متسارعاً نحو الحديدة”.
وقالت الوكالة إنه وعلى الرغم من الفشل الأولي، يشير مسؤولو الأمم المتحدة وعمال الإغاثة إلى أن عمليات الإخلاء هذه يمكن أن تصبح تكتيك إغاثة جديد هام في اليمن، حيث يحتاج 22 مليون شخص إلى المساعدات، وأكثر من ثمانية ملايين شخص يعانون من نقص حاد في الغذاء، وتهدد المعركة التي تلوح في الأفق في الحديدة الأزمة إلى مستوى آخر.
ويقول المحللون إن تحريك المدنيين من طريق الأذى يعد ” الملاذ الأخير ” في صندوق الأدوات الإنسانية – وأن الخطة في اليمن ستكون محفوفة بالمخاطر.
وقال سحر المحمدي، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في سيفيك: “يجب أن يكون نقل المدنيين طوعاً، ويجب أنَّ يتم تنسيق الأمر في هذا الموضوع مع المجتمعات والمنظمات غير الحكومة المحلية لمعرفة أين سيغادر الناس، ومتابعة من يتركون ورائهم”.
وتنص خطة الأمم المتحدة التنفيذية، التي حصلت عليها شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، على أن الأمم المتحدة قامت بتنسيق جهود إعادة توطين 1600 أسرة محاصرة في “الخطوط الأمامية” للحرب في “حيس” في 14 ابريل/نيسان. لكن معظم السكان رفضوا.
وتقول الخطة إنّ الحرب استعرت في 20 ابريل/نيسان وأنها لم تتمكن إلا من مساعدة 800 أسرة في ذلك المكان، فيما ظل البقية عالقين.
وتم نقل المدنيين المحاصرين إلى منطقة خدمة إنسانية على بعد 40 كم من الخطوط الأمامية للحرب، حيث يتم توفير مساعدات طارئة لهم؛ ولا يعرف المكان الأخر الذي سينتقلون إليه إذا ما اشتد القتال.
وجاءت هذه المعلومات متزامنة مع حديث مسؤولين في الحكومة الشرعية اليمنية وقيادة التحالف عن قرب تسيير رحلات علاجية من مطار صنعاء، الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية، إلى العاصمة المصرية القاهرة. الأمر الذي يرى فيه مراقبون أن مسألة سيطرة القوات الحكومية اليمنية على مدينة الحديدة بإسناد من قبل قوات التحالف العربي، أصبح وشيكاً جداً، غير مستبعدين بأن تكون هناك صفقة رعتها الولايات المتحدة الأميركية وسلطنة عمان وبريطانيا تقضي بإنهاء سيطرة مليشيا الحوثي على ميناء الحديدة مقابل استئناف الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء، حيث قال المتحدث باسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية العقيد تركي المالكي، مساء أمس الاثنين، إن التحالف سمح لعودة الرحلات الجوية إلى مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين، بعد عام ونصف من إغلاقه، لنقل المرضى.