تعرف على قصة موظف اختفى لأكثر من شهرين في زنازين صنعاء.. من «الدار إلی النار» بتهمة الإساءة لـ«قداسة الحوثي»
«من الدار إلی النار» التقطت ميليشيا الحوثي «أحمد غالب السروري» الموظف في إحدى المصالح الحكومية بصنعاء عقب عودته إلی منزله من سوق «باب البلقة»، احد الاسواق القديمة بوسط العاصمة، الذي قصده لشراء بعض المستلزمات الرمضانية ليُفاجأ بمسلحين يقتحمون بابه ويجرجرونه بامتهان إلى الصندوق الخلفي لدورية أمنية، كانت متوقفة بالقرب من بوابة العمارة السكنية التي يقطنها ليصعد وهو في حالة صدمة سرعان ما تحولت إلى حزن مشوب بالغضب، بعد أن لمح وجه طفلته الوحيدة ذات العشرة أعوام من خلف زجاج نافذة شقته المطلة على الشارع باكيا ووالدتها تحاول بصعوبة إبعادها عن قضبان النافذة.
اختفی «السروري» الرجل الأربعيني الشديد البساطة لأكثر من شهرين ونصف، قبيل أن تطلق ميليشيا الحوثي سراحه بعد قضائه ما اعتبره مسؤول السجن، الذي احتجز فيه، عقوبة تأديبية لارتكابه جريمة مبتكرة تتمثل في الاساءة لقداسة «السيد» وهو التوصيف الدارج في اوساط الميليشيا لزعيم الجماعة المتمردة. لم يتلفظ «السروري» الموظف المشهود له بدماثة الخلق والانضباط الوظيفي بشتائم ضد زعيم جماعة الحوثي ولم يبد اي موقف علني مناهض لسلطة الامر الواقع، لكنه فقط رفض المشاركة في «دورة فكرية» كالتي دأب الحوثيون علی تنظيمها منذ بداية سيطرتهم علی مؤسسات الدولة في شهر سبتمبر 2014 وإجبار موظفي المؤسسات الحكومية علی حضورها بشكل قسري.
وأكد «السروري»، الذي غادر وأسرته العاصمة صنعاء إلی «عدن» عقب إطلاق الميليشيا سراحه في تصريح ل«الخليج»، انه تعرض للضرب المبرح والإهانة من قبل الميليشيا الايرانية اثناء فترة احتجازه، معتبراً أنه كان يعتقد أن ثمة التباس لدی الميليشيا تسبب عن طريق الخطأ في اعتقاله كونه لا يمارس اي نشاط سياسي ولم ينظم يوما للمقاومة الشعبية المناهضة للميليشيا الإمامية، لكنه فوجئ حين علم أن اختطافه من منزله بتلك الطريقة المهينة مثّل جزءاً من عقوبة فرضت عليه لاتهامه بالاساءة لشخص زعيم جماعة الحوثي من خلال رفض المشاركة في دورة فكرية يتصدر برنامجها الاستماع لعدد من المحاضرات الرتيبة المسجلة لعبد الملك الحوثي.
واعتبر الناشط الحقوقي المحامي ياسين أحمد قاسم المحرق في تصريح ل«الخليج» أن انتهاكات الحوثيين وصلت الی حدود غير مسبوقة، مشيراً إلی أن أكثر من 34 موظفاً في مؤسسات حكومية اختطفوا من منازلهم ومن مقار أعمالهم بتهمة الإساءة لشخص زعيم جماعة الحوثي الإرهابية لمجرد رفض المشاركة في دورات طائفية يتم خلالها إخضاع موظفي المصالح الحكومية لمحاضرات مسجلة لعبد الملك الحوثي وشقيقه الاكبر الراحل حسين الحوثي بهدف استمالة هذه الشريحة المجتمعية لتأييد وموالاة الفكر المتطرف الذي تتبناه الجماعة الإيرانية الانقلابية.