محليات

تعرف على توصيات مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي حول اليمن

 


أصدر مجلس الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين ​هذه التوصيات حول اليمن:


1-     يؤكد الاتحاد الأوروبي على قلقه البالغ إزاء التدهور المستمر للوضع في اليمن وانتهاج أطراف النزاع المواجهة العسكرية، مؤخرا في الحديدة وحولها. أدى هذا إلى تصعيد الأعمال العدائية وإلى مزيد من التدهور للوضع الإنساني الكارثي أصلا.  يشدد الاتحاد الأوروبي أنه لا يمكن أن يكون هناك أي حل عسكري للنزاع ويدعم بقوة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، وجهوده  للتوصل إلى حل للنزاع سياسي وشامل. وفي هذا الإطار، سيُبقي الاتحاد الأوروبي على تواصله مع كافة أطراف النزاع وسيظل على أهبة الاستعداد للعمل أكثر في اليمن، ويشمل ذلك تقديم المساعدات الإنسانية في مختلف أنحاء البلد وحشد المساعدات التنموية لتمويل مشروعات في القطاعات الأساسية. يعبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه بشكل جدي إزاء تفتت البنية السياسية الداخلية في اليمن. يؤكد الاتحاد على التزامه القوي بوحدة وسيادة واستقلال اليمن وسلامة أراضيه ويدعو كافة الأطراف الفاعلة في البلد والمنطقة إلى احترامها بشكل كامل.


2-      يشير الاتحاد الأوروبي إلى توصيات المجلس حول اليمن خاصة تلك الصادرة بتاريخ 3 أبريل 2017 و 16 نوفمبر 2015. يمكن تحقيق السلام المستدام فقط من خلال المفاوضات التي تشمل المشاركة الهادفة من قبل جميع الأطراف المعنية بما فيها المجتمع المدني والمرأة والشباب. وبالتالي، فإن الاتحاد الأوروبي يدعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة لبدء العملية السياسية من جديد، وخاصة نيته لإحياء المفاوضات السياسية الشاملة في أسرع وقت ممكن ولمناقشة إطار العمل السياسي الذي وضعه والمتعلق بالأمن الانتقالي والترتيبات السياسية المتسلسلة. يعبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه من أن التطورات الأخيرة  ستخاطر بالجهود التي تقودها الأمم المتحدة لاستئناف التفاوض على حل سياسي للنزاع، ويرحب الاتحاد بعزم الأمم المتحدة، حسب المبعوث الأممي مارتن غريفيث، على المضي قدما في العملية السياسية. يدعو الاتحاد الأوروبي كافة الأطراف إلى وقف التصعيد الراهن  وضبط النفس والعمل بشكل عاجل باتجاه وقف لإطلاق النار على مستوى البلد بأكمله  والمشاركة البناءة مع الأمم المتحدة. يدعو الاتحاد الأوروبي إلى منح المبعوث الخاص للأمم المتحدة الوصول الكامل دون عوائق إلى كافة الفاعلين المعنيين في اليمن.


3-     الاتحاد الأوروبي قلق بشكل جدي إزاء تكثيف العمليات العسكرية مؤخرا في وحول مدينة وميناء الحديدة بما في ذلك تأثير عمليات التحالف على السكان المدنيين. يحث الاتحاد الأوروبي كافة أطراف النزاع إلى ضمان حماية المدنيين والاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي ويشمل هذا الوصول الإنساني دون عوائق والمرور الآمن لمن يريد تجنب الاقتتال. وفي هذا السياق، يشير الاتحاد الأوروبي أنه لا يوجد في الوقت الراهن بديل حيوي لميناء الحديدة كمنفذ لتوزيع المواد التجارية والإنسانية المطلوبة، ويدعو جميع الأطراف إلى ضمان التشغيل الكامل والفاعل لميناء الحديدة كشريان للدعم الإنساني ونقطة وصول للمواد الأساسية.


4-     يدين الاتحاد الأوروبي إطلاق الصواريخ الباليستية من قبل الحوثيين على المملكة العربية السعودية بما في ذلك إطلاقها على أهداف مدنية وعلى السفن العابرة لمضيق باب المندب. يعبر الاتحاد الأوروبي عن بالغ قلقه جراء تصنيع وتطوير الصواريخ والتكنولوجيا الباليستية. تغذي هذه الأعمال التوترات الإقليمية وتهدد سلامة واستقرار جيران اليمن بما فيهم الذين في القرن الأفريقي،  وحرية الملاحة  خاصة في منطقة البحر الأحمر. كما يلاحظ الاتحاد الأوروبي بقلق توصيات تقرير فريق الخبراء الأممي المعني باليمن والتي أشارت إلى عدم الامتثال بحظر توريد الأسلحة المنصوص عليه في الفقرة 14 من قرار مجلس الأمن رقم 2216.


5-     يعتبر الاستقرار في المنطقة أمرا بالغ الأهمية بالنسبة للاتحاد الأوروبي. سيعزز الاتحاد الأوروبي جهوده حول اليمن، كما أنه ملتزم بنهج استراتيجي وشامل يستوعب كافة الفاعلين الإقليميين. إن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء منخرطون بحيوية من حيث التواصل مع الفاعلين الإقليميين، وأيضا من خلال المحادثات السياسية الرفيعة دعماً لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن  للدفع باتفاق شامل لإنهاء النزاع. يجدد الاتحاد الأوروبي دعوته إلى كافة الفاعلين الدوليين والإقليميين إلى الانخراط البناء مع الأطراف اليمنية لتمكين وقف تصعيد النزاع والتسوية التفاوضية.


6-     يشدد الاتحاد الأوروبي على إدانته القوية للهجمات على المدنيين ويجدد دعوته العاجلة إلى جميع الأطراف لحماية المدنيين والامتثال بالقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان ويشمل ذلك احترام مبدأ التمييز بين السكان المدنيين والمقاتلين وكذا بين الأهداف المدنية والعسكرية ومبدأ التناسب والاحتراز عند الأعمال القتالية. الاتحاد الأوروبي قلق بشكل عميق إزاء تأثير الأعمال العدائية الراهنة بما فيها القصف في المناطق المأهولة بالسكان وحصار المدن واستخدام الألغام المضادة للأفراد والذخائر العنقودية وكذا الهجمات المتسببة في تدمير البنية التحتية، وتشمل المدارس والمنشآت الطبية، والمناطق السكنية والأسواق وأنظمة توزيع المياه والموانئ والمطارات. إن ضمان المساءلة حول الانتهاكات الجسيمة هو جزء هام من عملية تحقيق تسوية دائمة للنزاع القائم. يدعو الاتحاد الأوروبي كافة أطراف النزاع إلى إنهاء تجنيد أو استخدام الأطفال كجنود، وأي انتهاكات خطيرة ضدهم من شأنها خرق القانون والمعايير الدولية السارية. كما يدعو الاتحاد الأوروبي كافة الأطراف إلى اطلاق سراح الأطفال الذين تم تجنيدهم والتعاون مع الأمم المتحدة من أجل إعادة تأهيلهم وادماجهم في مجتمعاتهم. أيضا يدعو الاتحاد الأوروبي كافة أطراف النزاع إلى اتخاذ جميع الخطوات الضرورية لمنع كافة أشكال العنف والاستجابة لها بما في ذلك العنف الجنسي والمبني على النو​ع الاجتماعي في حالات النزاع المسلح.


7-     يشدد الاتحاد الأوروبي على دعوته العاجلة لكافة أطراف النزاع إلى اتخاذ التدابير اللازمة لضمان اجراء التحقيقات الفعالة والحيادية والمستقلة في جميع الخروقات والانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان والانتهاكات المزعومة للقانون الإنساني الدولي، وذلك بحسب المعايير الدولية مع النظر إلى إنهاء الإفلات من العقاب. وفي هذا الصدد، يدعم الاتحاد الأوروبي التنفيذ الكامل لقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رقم A/HRC/36/31 والذي يؤسس مجموعة الخبراء الدوليين والإقليميين. ندعو كافة الأطراف إلى توسيع الوصول الكامل والشفاف والتعاون مع المجموعة للاضطلاع بدورها. كما نشجع أيضا مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان على الاستمرار في توفير المساعدة الفنية للهيئة الوطنية.


8-     إن الاتحاد الأوربي قلق من الوجود المتزايد للجماعات الإجرامية والإرهابية في اليمن بما في ذلك القاعدة في شبه الجزيرة العربية وداعش، ويدين الاتحاد جميع الهجمات الإرهابية بأشد العبارات لهجة. يحث الاتحاد الأوروبي الحكومة اليمنية على تولي مسئولياتها في قتال الجماعات الإرهابية التي تستغل عدم الاستقرار القائم.  ومن المهم على وجه الخصوص أن تتخذ كافة أطراف النزاع إجراءات صارمة ضد مثل هذه الجماعات.


9-     دخل النزاع القائم في اليمن عامه الرابع وأدى إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم: يحتاج الآن أكثر من 22 مليون نسمة – أي 80% من السكان – إلى دعم إنساني أو دعم للحماية. كما أن أكثر من 10 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدة. أيضا يوجد أكثر من 2 مليون نازح. تؤثر الأعمال العدائية الجارية على الأشخاص المستضعفين خاصة  النساء والأطفال. بالرغم من جهود المجتمع الإنساني، فإن هناك أكثر من 17 مليون نسمة في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي وفيهم أكثر من ثمانية مليون نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد ويحدق بهم خطر المجاعة. أدى انقطاع الخدمات العامة الأساسية خاصة في مجالات الصحة والصرف الصحي والتعليم إلى تعقيد الأزمة الإنسانية بشكل أكبر. وجراء هذا الوضع، يرحب الاتحاد الأوروبي بخطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن للعام 2018 ويعبر عن تقديره لنتائج الفعالية الرفيعة المستوى للتعهدات الإنسانية للعام 2018 المنعقدة في جنيف من قبل الأمم المتحدة وحكومات السويد وسويسرا والتي تعهد فيها المانحون الدوليون بتقديم أكثر من 2 مليار دولار أمريكي. يشجع الاتحاد الأوروبي جميع المانحين على سرعة صرف تعهداتهم وتوجيهها عبر خطة الأمم  المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن للعام 2018 كجزء من استجابة دولية منسقة للأزمة.


10-  يظل الاتحاد الأوروبي ملتزماً بمواصلة تقديم المساعدات المنقذة للأرواح لجميع المحتاجين في اليمن. وفي نفس الوقت، يتشارك الاتحاد الأوروبي نفس المخاوف مع الأمم المتحدة والمانحين الآخرين حول الانكماش المستمر لمساحة العمل الإنساني كما أثبتته صعوبات الحصول على تأشيرات وتصاريح الدخول والمضايقات والتخويف واستهداف العاملين في المجال الإنساني وانتشار نقاط التفتيش والاعتقالات التعسفية ومصادرة المساعدات وفرض رسوم عليها دون حق من قبل مسئولي الجمارك وإلغاء البرامج بما في ذلك حملات التحصين. يدعو الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف إلى المشاركة مع المجتمع الإنساني بنوايا حسنة لضمان قدرة اليمنيين على الحصول على المساعدات التي يحتاجونها بشكل عاجل. يدعو الاتحاد الأوروبي كافة أطراف النزاع إلى الايفاء بالتزاماتهم وفق القانون الإنساني الدولي لتسهيل والسماح بالوصول الآمن والسريع دون عوائق للمواد الإنسانية والعاملين الإنسانيين إلى جميع المحتاجين في جميع المحافظات المتأثرة. يؤكد الاتحاد الأوروبي أنه ينبغي تقديم المساعدات الإنسانية وفق الاحترام الكامل لمبادئ الإنسانية وعدم التحيز والحياد والاستقلال، وذلك بناءاً على الاحتياج، ويرفض الاتحاد جميع محاولات التدخل في تقديم المساعدات. يؤكد الاتحاد الأوروبي على الحاجة إلى التنسيق بكفاءة وفعالية بين المانحين.


11- إن الاتحاد الأوروبي قلق بشكل كبير جراء تأثير القيود المفروضة على وصول الواردات الإنسانية والتجارية ويدعو جميع أطراف النزاع إلى تسهيل والسماح بالوصول الآمن والسريع دون عوائق للمواد التجارية والإنسانية بما في ذلك الأغذية والوقود والمواد الطبية المستوردة.  كما أن ضمان الفتح الكامل والمستدام لجميع الموانئ والمطارات اليمنية بما في ذلك مينائي الحديدة والصليف ومطار صنعاء أمام جميع الواردات التجارية والإنسانية وحالات الإجلاء الطبي والرحلات التجارية يعتبر أمرا أساسيا. يشدد الاتحاد الأوروبي على أهمية ضمان المعالجة الفعالة وفي الوقت المناسب للشحنات التجارية بما في ذلك الوقود، ويدعم بشكل تام استمرار آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش والتنفيذ الكامل دون عوائق لمهمتها وسينظر في إنفاذها من جديد. ولكي تتمكن الآلية من العمل بفعالية وتلبي متطلبات مهمتها فإن التعاون الكامل مع التحالف والحكومة اليمنية يعتبر أمرا أساسيا. يدعو الاتحاد الأوروبي التحالف على وجه الخصوص إلى ضمان السماح السريع للسفن الحاصلة على تصاريح من الية التفتيش والتحقيق بالتوجه إلى ميناء الوصول في اليمن.  يجدد الاتحاد الأوروبي دعوته إلى التنفيذ الكامل لحظر توريد السلاح المفروض من قبل مجلس الأمن. وهنا يؤكد الاتحاد الأوروبي على التطبيق الصارم للقواعد المنصوص عليها في الموقف المشترك 2008/944 من صادرات الأسلحة.


12- يعبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه جراء التقارير حول منع الحرية الدينية أو حرية المعتقد ويشمل ذلك التمييز أو الاحتجاز غير القانوني واستخدام العنف. إن استهداف الأقليات الدينية هو أمر يبعث على القلق بشكل خاص. كما أن حرية التعبير خاضعة للتهديد مع وجود تقارير حول اعتقالات تطال الصحفيين.  ويعبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه من التقارير الموثوقة عن استخدام سجون سرية في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية.


13- إن الاتحاد الأوروبي قلق بشكل عميق إزاء الانهيار الوشيك لاقتصاد اليمن. انخفض الناتج الإجمالي المحلي للبلد بمقدار النصف منذ بدء النزاع في العام 2015 كما أن 40% من الأسر فقدت مصدر دخلها الرئيسي. إن الأزمة الاقتصادية وانهيار الخدمات العامة وتفشي التضخم خاصة في أسعار السلع الأساسية (إذ ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 30%) وتدني قيمة الريال اليمني الذي انخفضت قيمته بمقدار النصف أصبحت جميعا عوامل دفع نحو الأزمة الإنسانية. كما توقف دفع مرتبات 1.4 مليون موظف يمني غير عسكري منذ نهاية 2016 مما حرمهم وحرم 5.6 مليون يمني يقومون بإعالتهم من القدرة على تحمل نفقات الغذاء والدواء. ولأن مرتبات موظفي القطاع العام لم تدفع، فإن نصف المنشآت الصحية فقط لا تزال عاملة في اليمن ولم يتسنى الحفاظ على أنظمة المياه والصرف الصحي. وبالتالي فإن الاتحاد الأوروبي يدعو الحكومة اليمنية أن تدفع مرتبات موظفي القطاع العام كأمر عاجل ويشمل ذلك المتأخرات، في كافة أنحاء البلاد وخاصة لمن يعملون في القطاعات الهامة كالتعليم والصحة والصرف الصحي، وأن تدير مواردها وحساباتها بمسئولية وشفافية بما في ذلك ضمان تشغيل أفضل ومحايد للبنك المركزي اليمني بما فيه مصلحة كل اليمنيين.


14- سيواصل الاتحاد الأوروبي تقديم المساعدات التنموية إلى اليمن ومنح الأولوية للمدخلات الهادفة إلى استقرار البلد وذلك من خلال الخبرة الفنية والتدريب والإرشاد والمساعدات العينية للفاعلين في مختلف أنحاء البلد. سيعمل الاتحاد الأوروبي في المناطق المستقرة مع السلطات المحلية لتعزيز الصمود المعيشي والمساعدة في الإبقاء على توفير الخدمات الأساسية ودعم سبل المعيشة المستدامة للمجتمعات خاصة تلك التي تعاني من تأثير النزوح الطويل الأمد. ستركز الأعمال بشكل خاص على مجالات كالصحة والتغذية والصمود في المناطق الريفية. سيحرص الاتحاد الأوروبي على التكامل والتضافر التام بين المساعدات الإنسانية والتنموية وفق مسار متواصل لكل من الاستجابة للأزمة والتعافي المبكر والصمود وتدابير تثبيت الاستقرار.


 

زر الذهاب إلى الأعلى