شاهد بالصور.. كيف صمدت قلعة الكورنيش الأثرية بالحديدة في وجه الغزاة طوال 500 عام؟
تعرضت قلعة الكورنيش الأثرية بمدينة الحديدة التاريخية التي تعد عروس البحر الأحمر، للانتهاكات الجسيمة والسيطرة من قبل جماعة الحوثيين المسلحة للمرة الثانية منذ قيامهم في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 باقتحام القلعة الأثرية بالأسلحة، وهي التي ظلت صامدة طوال 500 عام مضت.
تعد مدينة الحديدة التاريخية عاصمة محافظة الحديدة، وتقع في منتصف الساحل اليمني، على الضفة الشرقية للبحر الأحمر، والتي كانت تعرف قديما باسم “تهامة اليمن”، من المدن التي عرفت بتاريخها الذي تجاوز الـ2000 عام في صد الغزاة والمستعمرين بداية من الرومان عام23 ق.م، والأحباش عام 525م، والحكم الأيوبي عام 1173م، والحكم العثماني في 1538م.
تضم الحديدة عديدا من المواقع الأثرية والتاريخية، منها: “زبيد التاريخية” وهي مدينة تاريخية مزدهرة من قبل التاريخ الإسلامي، ثم أصبحت أحد مراكز العلوم الإسلامية، التي وصل أثرها العلمي بلدان شرق أفريقيا ووسط وجنوب آسيا، وتعد أقدم أحياء مدينة الحديدة وتعود بدايتها إلى القرن الثامن الهجري.
ويرجع تطوير المدينة إلى ابن زياد “مؤسس سلالة زياد”، الذي أرسل إلى المنطقة من قبل “الخليفة المأمون” في 820م، وأصبحت عاصمة اليمن من القن الـ13 وحتى القرن الـ15، وتتميز مبانيها بنمط معماري مميز جدا حيث المباني العالية والسقوف الخشبية المنقوشة بأشكال هندسية بديعة، وحولها سور له 4 أبواب.
أدرجت مباني الحديدة في قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، ومن الأماكن الأثرية المهمة الأخرى لمحافظة الحديدة “مسجد الجعيشية” الذي يرجع لعام 1222هـ، و”الجامع الكبير”، وهو من المساجد الشهيرة، ويرجع إلى عام 1111هـ، و”قلعة باب مشرف” التي بناها “الشريف الحسين بن علي” عام 1256هـ، و”متحف الحديدة” الذي كان مركزا لجباية الأموال في عهد العثمانيين.
قلعة الكورنيش الأثرية:
تعد قلعة الكورنيش أو قلعة الحديدة من أهم المعالم الأثرية في مدينة الحديدة، وتقع جنوب ميناء الحديدة القديم، فوق تل مرتفع أمام البحر، ويحدها من الشمال حارة اليمن، ومن الجنوب المحوات، ومن الشرق الكورنيش، ومن الغرب البحر، وهى القلعة الوحيدة الصامدة دون جميع القلاع الأخرى التي تم هدمها أو تدميرها كليا أو جزئيا طوال 500 عام مضت.
بنيت القلعة عام 946هـ- 1538م، خلال الحكم العثماني في اليمن، ويرجع تشييدها لتكون حامية دفاع للعثمانيين في بداية الأمر، ثم تحولت لسجن في وقت الحكم العثماني والأئمة من بعدهم، وفي الآونة الأخيرة تحولت إلى مجمع حكومي، تم تشييد القلعة من الأجر المحروق، والطين والنورة البيضاء، وتتكون من طابقين، وهي محصنة بسور كبير يحيط بها من جميع الاتجاهات، وفي كل زاوية من السور توجد نوبة للحراسة ذات نوافذ صغيرة مستطيلة الشكل تواجه هذه القلعة.