محليات

كيف توظف إيران حزب الله في اليمن؟ “تفاصيل خطيرة”

 


وجود عناصر حزب الله اللبناني في صعدة المعقل الأساسي للحوثيين بشمال اليمن، يعكس محاولة إيران المتحكّمة بقرار الحزب مساعدة المتمرّدين الحوثيين على الصمود لأطول وقت ممكن بعد أن أشعل التحالف العربي المواجهة ضدّهم في عدّة جبهات بشكل متزامن، الأمر الذي شتّت جهودهم وأضعف قدرتهم على مواصلة الحرب.


وكان أُعلن الاثنين عن مقتل عناصر من حزب الله اللبناني بينهم قائد ميداني خلال العملية العسكرية الجارية ضدّ المتمردين الحوثيين في صعدة بشمال اليمن.


 


ويجمع بين ميليشيا الحوثي والحزب المذكور ولاءهما لإيران إذ يعدّان من أذرعها في المنطقة العربية، وبينهما تنسيق وتعاون حيث تحتاج الميليشيا لخبرات الحزب في حرب العصابات وتهريب الأسلحة وإعادة تركيب المفكّك منها باعتباره أكثر الأذرع الإيرانية قوّة وتحظى عناصره بدورات تكوين في عدّة اختصاصات عسكرية بإيران على يد الحرس الثوري.


ويشترك الطرفان في استخدام أسلحة ومعدّات مهرّبة من إيران بينها الطائرات المسيّرة والصواريخ التي يستخدمها الحوثيون في قصف مناطق داخل الأراضي السعودية.


ويفسّر وجود عناصر الحزب في صعدة المعقل الأساسي للحوثيين بشمال اليمن، بجهود إيران لمساعدة المتمرّدين على الصمود في فترة بالغة الصعوبة بالنسبة إليهم بعد أن فتح التحالف العربي بشكل متزامن جبهتي الحديدة على الساحل الغربي وصعدة في الشمال، إضافة إلى جبهات أخرى في البيضاء جنوبي العاصمة صنعاء، ونهم بشرقها، الأمر الذي شتّت جهود ميليشيا الحوثي وأضعف قدرتها على المواجهة.


والإبقاء على سيطرة الحوثيين على عدد من المناطق اليمنية والحفاظ على قدرتهم على مواصلة الصراع وخوض الحرب، أمر حيوي بالنسبة لإيران التي ستكون هزيمة وكلائها في اليمن هزيمة لها أمام خصومها في المنطقة وعلى رأسهم السعودية.


ويقول متابعون للشأن اليمني إنّ الأوضاع في اليمن بدأت تسلك وجهة معاكسة لإرادة إيران وقدرتها على الفعل والتأثير، وأنّ خيارات طهران لنجدة وكلائها الحوثيين ودرء الهزيمة عنهم ضاقت إلى حدّ بعيد مع إقفال التحالف العربي لجبهة الساحل الغربي منفذ تهريب السلاح والذخائر إليهم.


ويرى هؤلاء أن محاولات إيران تقتصر على تأخير الهزيمة العسكرية للحوثيين بعد أن باتت وشيكة في انتظار ما ستفضي إليه جهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث الذي استأنف جولته بالمنطقة في محاولة لنزع فتيل معركة مدينة الحديدة.


وأعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، الاثنين، أنّه قتل ثمانية عناصر من حزب الله اللبناني بينهم قائد ميداني خلال عملية عسكرية استهدفت المتمردين شمال العاصمة صنعاء.


وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي في بيان إنه تم “استهداف 41 عنصرا إرهابيا في عقبة مران وتدمير عرباتهم ومعداتهم”، مضيفا “من بين القتلى ثمانية عناصر من حزب الله اللبناني الإرهابي: قائد وسبعة عناصر إرهابية”.


وتقع عقبة مران في محافظة صعدة، معقل المتمردين الحوثيين المرتبطين بإيران.


وهذا أول إعلان رسمي من قبل التحالف العربي عن مقتل عناصر من حزب الله في اليمن. لكن العقيد المالكي قال لوكالة فرانس برس إنّها “ليست المرة الأولى التي يقتل فيها عناصر في الحزب على الأراضي اليمنية”.


وفي مؤتمر صحافي بالرياض، أوضح المالكي أن عناصر حزب الله كانوا ضمن مجموعة “متوجهة إلى قرب الحدود السعودية وتم رصدهم ضمن عملية مراقبة من خلال المنظومات الاستخباراتية”.


وتابع أن “العناصر الإرهابية سواء من حزب الله أو من النظام الإيراني يأتون لمساعدة المتمردين في إطلاق الصواريخ البالستية ولتدريبهم على الخبرات القتالية”.


ويكثّف الحوثيون من القصف الصاروخي العشوائي للأراضي السعودية بشكل استثنائي في فترات تعرّضهم لضغوط عسكرية وهزائم.


وحسب المراقبين فإن الصواريخ الإيرانية التي يطلقها الحوثيون على الأراضي السعودية بمساعدة خبراء حزب الله، والتي لم يبد أنّ لها تأثيرا عسكريا يذكر، عدا إحداثها خسائر محدودة في صفوف المدنيين، تحمل رسائل سياسية من إيران بأنّ وكلاءها مازالوا قادرين على الصمود ومواصلة الصراع.


واعترضت دفاعات التحالف العربي الأحد، صاروخين باليستيين أطلقهما الحوثيون باتجاه العاصمة الرياض. وقال المتحدث باسم التحالف العربي العقيد تركي المالكي في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية إنّ قوات الدفاع الجوي للتحالف رصدت “إطلاق صاروخين باليستيين من قبل الميليشيا الحوثية التابعة لإيران من داخل الأراضي اليمنية باتجاه أراضي المملكة”.


وأضاف أن “الصاروخين كانا باتجاه مدينة الرياض وأطلقا بطريقة متعمّدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان”.


وتابع “تمكنت قوات الدفاع الجوي السعودي من اعتراض الصاروخين وتدميرهما ونتج عن ذلك تناثر شظايا على الأحياء السكنية دون أن تنتج عن ذلك أي إصابات”.


والهجوم هو الأول الذي يستهدف الرياض منذ إطلاق التحالف في 12 يونيو الجاري حملة عسكرية لتحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي على الساحل الغربي اليمني من سيطرة الحوثيين، في أكبر معركة تهدف إلى إضعاف الحوثيين بقطع خط إمدادهم الرئيسي بالأسلحة الإيرانية المهرّبة.


وسيطرت القوات اليمنية المدعومة من التحالف الأربعاء الماضي على مطار المدينة وتستعد لمعركة تحرير الميناء. وتوصف معركة الحديدة بالمفصلية والمنعطف في حرب تحرير اليمن من سيطرة الحوثيين، ومن وراء ذلك إنهاء التدخل الإيراني في الشأن اليمني وقطع ذراع مهمّة من أذرعها في المنطقة العربية.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى