أعـلـن المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور عبدالعزيز التويجري، أن تمرد مليشيا الحوثي الانقلابية، يستهدف سيادة اليمن وأمنَـه واستقلالَـه ونسيجَـه الوطنيَّ وبيئتَـه الاجتماعية، بدعم من جهات أجنبية، تحرّكه وتوجّهه وتتحكّـم فيه، وتزوده بالسلاح وبالمال، وتتخذه ذريعةً لبسط هيمنته على هذا البلد لفرض نفوذها على الإقليم كلِّـه انطلاقاً منه، ووسيلةً لتحقيق مطامعها الشرّيرة في اكتساح هذا الجزء الغالي من العالم العربي وإخضاعه لسياستها الطائفية البغيضة.
جاء ذلك في كلمته في افتتاح ندوة (أوضاع المؤسسات التربوية والثقافية والإعلامية في اليمن: الاعتداءات وآليات الحماية)، اقامتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة وسفارة بلادنا في الرباط.
وذكر التويجري أنّ الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصّصة، سجّلت اعتداءاتٍ مسلحةً مستمرّةً على المعاهد والمدارس في اليمن، حيث تمَّ تدميرُ ما يناهز خمسمئة مدرسة، واستخدامُ عـدد كبير من المؤسسات التعليمية لأغراضَ عسكرية، وسُـجّـل ارتفاعٌ متصاعدٌ في أعداد الضحايا من الأطفال، وتَـزَايَـدَت، وبشكل خطير، حالات تجنيدهم واستخدامهم في المعارك من قبل الميليشيات الحوثـية، كما تَسَارَعَتِ وتيـرةُ اختطاف الأطفال، واضطـرّ الآلاف منهم إلى النـزوح مع عائلاتـهم، داخل اليمن أو خارجه، هروبـاً من مواقع القتـال.
واشار إلى أنه في ظل هذا الوضع، ومع نزوع أعدادٍ كبيرة من الأطفال اليمنيين إلى هجران مقاعد الدراسة أو بسبب تدمير المدارس، للعمل ومساعدة عائلاتهم على توفير مداخيل إضافية، صار حوالي ثلاثة ملايين طفـل يمني، بحسب تقارير المنظمات الدولية، خارجَ المدرسة، منهم مليون ونصف المليون غادروا مقاعد الدراسة مجبرين، للأسباب الآنفة الذكر.
وقال ” إنَّ هذا الوضع المتردّي الذي آل إليه قطاعا التربية والثقافة في الجمهورية اليمنية، بسبب انتهاكات الميليشيا العميلة المتمرّدة في المناطق التي تسيطر عليها، وانعكاساته الوخيمة على الجهود التي تبذلها الحكومة الشرعية اليمنية، من أجل تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، التي أعلنتها الأمم المتحدة، وحدّدت مجالَها من سنة 2015 إلى سنة 2030، وهو: “ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع”، سيجعل من هذا الهدف حلماً بعيد المنال جداً، إنْ لم تتحرّك الأطراف المعنية، وطنياً وإقليمياً ودولياً، بشكل سريع وجدّي، لمعالجة الأزمة اليمنية من جوانبها كافة، وإيقاف النزيف القاتل الذي تتعرّض له المنظومتان التربوية والثقافية والمؤسسات الإعلامية والمآثر التاريخية في هذا البلد الذي عرفه التاريخُ سعيداً وأضحى اليوم شقياً”.
وتهدف الندوة الى حشد الدعم العربي والإسلامي والدولي لقطاعيْ التعليم والثقافة في اليمن، في مواجهة ما يتعرضان له من أخطار، وتنسيق المواقف والمبادرات تجاه الجرائم المرتكبة في حق المؤسسات التعليمية والثقافية والمعالم الأثرية اليمنية، بين الجهات المختصة في مجالَيْ التربية والثقافة، على الصعـد الوطنية والإقليمية والإسلامية والدولية، والعمل على إبعاد قطاعيْ التربية والثقافة في اليمن عن النزاعات السياسية والمواجهات المسلحة، وتفعيل القرارات الدولية ذات الصلة بحماية المواقع التاريخية والأثرية اليمنية من الاستهداف المسلح.