الإقتصاد والمال

يمنيات يقتحمن عالم التسويق الإلكتروني.. التاجر لا يسد عليه باب

 


مئات الفتيات اليمنيات في صنعاء وبعض المدن اليمنية أصبح “الفيسبوك والواتس أب” منصة جيدة لهن لعرض بضاعتهن للزبائن ووفر لهن مساحة مناسبة لتقديم منتجاتهن الخاصة أو بيع الملابس وأدوات التجميل والأحذية والاكسسوارات بدون أي تكاليف.


لأن التاجر لا يسد عليه باب، في ظل الحصار الحوثي على نشاط السيدات اليمنيات، في صنعاء، وجدت “أم سارة” في مواقع التواصل الاجتماعي فضاء واسعًا لتسويق بعض المنتجات التي تصنعها في منزلها، بعد أن توقف راتبها الحكومي منذ أكثر من عامين.


“أم سارة” موظفة حكومية مطلقة لديها ثلاثة أبناء “فتاتين وولد” أكبر بناتها في الثانوية العامة وهي من تساعدها في إدارة بيع المنتجات للنساء والرد على الاستفسارات المتكررة.


تصنع السيدة الأربعينية، البخور والعطريات وبعض المنتجات التقليدية والشنطات النسائية الجلدية في منزلها، تساعدها شقيقتها وابنتاها وولدها، منذ عام ونيف، وتطمح إلى توسيع نشاطها ليشمل تأسيس معمل لصناعة مستلزمات النساء اليمنيات وامتلاك محل تجاري في أحد الأحياء الراقية بصنعاء.


وتقول لـ “إرم نيوز”: “بعد انقطاع راتبي عملت عدة أشهر في مدرسة أهلية بصنعاء، لكني تركت العمل لبعد مكان العمل عن منزلي، واهتديت إلى فكرة البيع عبر الإنترنت من خلال حديث مع ابنتي عن عرض صديقتها لبيع جهاز حاسوب عبر صفحتها بموقع الفيس بوك ومدى تهافت الزبائن على شرائه، حتى أنها باعته بسعر مضاعف”.


تلك التجربة الصغيرة أوقدت في وجدان أم سارة الكثير من الحماس لعرض بعض المنتجات التي تتقنها، وفي أول محاولة لها عرضت بخورًا صنع بطريقة جيدة، لكنه لم يجد الرواج المناسب، وفي المرة التالية عرضت مجموعة متنوعة من الحلويات واستغلت قرب عيد الأضحى، لتجد مئات الطلبات تنهال عليها يوميًا.


حاليًا لدى “أم سارة” آلاف الزبائن ولديها قائمة تزداد أسبوعيًا من المنتجات، تعرضها في منصات التواصل الاجتماعي بشكل مستمر، استطاعت من خلال تجربتها توفير فرصة عمل لها ولشقيقتها ولابنتيها وابنها الذي توكل إليه مهمة ايصال الطلبات إلى الزبائن.


تجربة أم سارة، لا تختلف كثيرًا عن تجارب مئات الفتيات اليمنيات في صنعاء وبعض المدن اليمنية، التي صنعت لهن مئات فرص العمل، ووفرت لهن مساحة مناسبة لتقديم منتجاتهن الخاصة أو بيع الملابس وأدوات التجميل والأحذية والاكسسوارات، بدون أي تكاليف.


 


الرسم على الزجاج


رسامة يمنية تدعى “نورا” هي الأخرى وجدت في رسم اللوحات الصغيرة وعلى الأكواب والزجاج وتسويقها إلى المجموعات النسائية عبر “الفيس بوك” فرصة لمساعدة أسرتها، لتشق بهذه التجربة بداية جديدة في عالم الفن التشكيلي والعمل.


وعن تجربتها قالت: أرسم على الزجاج واللوحات الصغيرة للعرسان والتي تقدم كهدايا وأرسم على الخشب وقطع الإكسسوارات، وأبيع منها الكثير، وحاليًا أرسم على حسب طلب الزبائن وكلهن من الفتيات.


وكشفت نورا أن دخلها تحسن كثيرًا وبات ما تكسبه من مهنتها الجديدة يكفي أسرتها وتدخر منه أحيانًا.


وتدين “نورا” بالجميل لمجموعة نسائية أطلق عليها “سوق خذ فكرة واشتري بكرة” في تسويق منتجاتها وبيعها.


 


الإنترنت أصبح للعمل


وخلال الثلاث سنوات الماضية، أنشأت عشرات المجموعات المغلقة لبيع وعرض المنتجات النسائية، للتوسع قاعدة المستهدفات لتشمل عرض الإلكترونيات والقطع الفنية الفاخرة والعطور والساعات وغرف النوم والمجالس العربية.


وقالت مدونة يمنية تدعى “شمس” إنها تشتري المنتجات من المجموعات النسائية في الواتس أب أو الفيس بوك، والتي تقدم فيها مئات الفتيات منتجاتهن الخاصة أو يقمن بعرض عشرات المنتجات وبأسعار جيدة.


وأضافت في حديث لـ “إرم نيوز”: لم يعد الإنترنت بالنسبة لبعض الفتيات اليمنيات للتسلية والبحث والمطالعة والدردشات بل تحول إلى مكان عمل يمكن أن يقمن بعملية البيع والشراء والتفاوض مع الزبائن والذي في الغالب يكن من الفتيات، مؤكدهً أن الحرب في اليمن جعلت الكثير من النساء اليمنيات خاصة المتعلمات يلتفتن إلى هذا المجال والبحث عما يميز منتجاتهن.


 


زر الذهاب إلى الأعلى