عربي

الإمارات تثبّت دورها في تنمية أفريقيا وحل أزماتها

 


لفت لقاء جمع، الثلاثاء، بين ولي عهد أبوظبي الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان، والرئيس الإريتري أسياس أفورقي، الأنظار مجدّدا إلى الدور الإماراتي المتنامي في حلحلة الأزمات المزمنة في أفريقيا وبسط الاستقرار في القارّة التي لطالما حالت الصراعات بين دولها والنزاعات داخل الدول نفسها في استثمار ثرواتها الضخمة لمصلحة شعوبها.


وتفتح العلاقات المتنامية بين الإمارات ودول أفريقية، لا سيما دول القرن الأفريقي، المجال واسعا أمام شراكات مثمرة، ومفيدة في إطلاق عجلة التنمية في تلك الدول عبر الاستفادة من المقدّرات المالية الكبيرة لدولة الإمارات، وأيضا من خبراتها في المجال التنموي التي سبق أن استثمرتها بنجاح في العديد من البلدان الخارجة حديثا من مراحل توتّر وعدم استقرار، على غرار الصومال الذي قدّمت له دولة الإمارات على مدار السنوات الماضية مساعدات متنوعة اتجه بعضها نحو إقامة مشاريع تنموية وتوفير مصادر رزق قارّة لسكانه.


وتتسلّح الإمارات في تحرّكاتها صوب القارّة الأفريقية بقوة دبلوماسيتها وقدرتها على التوسّط، ما يجعلها محلّ ثقة العديد من الأطراف والدول لا سيما تلك التي شهدت نزاعات طويلة الأمد في ما بينها.


وحقّقت الإمارات مؤخرا إنجازا دبلوماسيا هامّا تمثّل في التقريب بين الخصمين اللدودين إثيوبيا وإريتريا. وبحث الشيخ محمد بن زايد، الثلاثاء في أبوظبي، مع الرئيس أفورقي “إمكانات وفرص التعاون بين الإمارات وإريتريا في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية والآفاق المستقبلية لتعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين”.


وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام” إنّ الطرفين تبادلا خلال اللّقاء الذي حضره الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الإماراتية، وجهات النظر حول التطورات الإقليمية والدولية والقضايا التي تهم البلدين.


وعزا متابعون للشؤون الأفريقية الانفراجة الكبيرة المتحقّقة مؤخرا في العلاقات الإثيوبية الإريترية، إلى جهود بذلتها دولة الإمارات وكانت زيارة ولي عهد أبوظبي، الأخيرة، إلى أديس أبابا جزءا منها.


واعتبر هؤلاء أن تأثير التحول في علاقات أسمرا وأديس أبابا لا يقف عند نزع فتيل الصراع الثنائي بينهما والذي حدّ من جهودهما لتحقيق استقرار شامل أمني وسياسي واقتصادي، بل سيؤدي إلى إشاعة حالة من التفاؤل بشأن الاستقرار في القرن الأفريقي والبحر الأحمر في ضوء تزاحم الأجندات الخارجية التي استثمرت في الخلاف بين البلدين.


وقال سياسيون إن أبوظبي التقطت بذكاء التحولات التي تجري في أديس أبابا مع صعود رئيس الوزراء الجديد آبي أحمد، مستفيدة من رغبته في بناء علاقات خارجية جديدة تقوم على تبريد الخلافات والنزاعات مع دول الجوار، والتفرغ لترميم الاقتصاد الإثيوبي وتجاوز أزماته.


وأشاروا إلى أن الدعم الإماراتي لإثيوبيا والمساعدة في إذابة الجليد بينها وبين إريتريا يأتيان في سياق الدبلوماسية التي تعتمدها أبوظبي والتي تقوم على توسيع دائرة الدعم الاقتصادي لكسب مواقف داعمة لرؤية الإمارات تجاه أزمات المنطقة سواء ما تعلق بإيران أو الوضع في اليمن، فضلا عما يحققه استقرار القرن الأفريقي والبحر الأحمر من نتائج إيجابية لحرية الملاحة البحرية، وهو أمر تستفيد منه الإمارات كما بقية دول المنطقة.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى