الاشتراكي يعلن موقفه رسميا من مساندة التحالف للشرعية في اليمن واستمراره في قيادة المعركة ضد الحوثيين
أكد عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني الأستاذ علي الصراري، أن قيام التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن مثّل ضرورة قومية وتاريخية، لتجنب المشروع الإيراني الطائفي.
وأوضح الصراري في تصريحات لجريدة الرياض اليوم الأربعاء، ان الطموحات الإيرانية كانت قد اقتربت من استكمال الطوق على منطقة الجزيرة والخليج وبدأ نفوذها في الظهور في اليمن بعد أن استطاعت أن تغير المعادلات في العراق وسورية ولبنان.
وتابع الصراري “وظلت إيران تعمل ظاهرياً على المشروع الطائفي لكنها في الواقع تعمل على مشروع آخر وهو المشروع الذي يمثل الطموحات الإمبراطورية وهو حلم تاريخي لإيران”.
واضاف: ما حققته طهران في العام 2014م في اليمن جعل بعض المرجعيات القيادية الإيرانية تتحدث عن العاصمة الرابعة التي صارت موالية لطهران في المنطقة العربية وبدأوا يتحدثون عن الحوثي باعتباره سيد الجزيرة العربية.
وأردف “أعتقد أن قيام التحالف العربي بقيادة المملكة كان عملاً حكيماً وقراراً تاريخياً أخذ بعين الاعتبار نوع الخطر المحدق بالمنطقة والأمة العربية”.
وقال الصراري ان التحالف العربي منذ أن قام ومنذ أن بدأ يشن حملته العسكرية الأولى تحت اسم “عاصفة الحزم” ثم بعد ذلك “عاصفة الأمل” وضع حداً للطموحات الفارسية في اليمن والآن نستطيع أن نقول إن المشروع الفارسي في اليمن يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة مع ما يحرزه الجيش الوطني بمساندة التحالف العربي من انتصارات في الجبهات المختلفة، وإذا ما استطاع التحالف الآن أن ينجز مهمة استعادة ميناء الحديدة سيكون قد وضع اللبنة الأخيرة لسقوط المشروع الفارسي في اليمن.
واكد عضو المكتب السياسي للاشتراكي اليمني على أن اليمن كان من المستحيل أن يستقر تحت ولاية الفقيه لأن التركيبة السكانية اليمنية والتركيبة الثقافية لا تسمح للمشروع الفارسي أن يحكم في اليمن، وكان سيكون هناك عدم استقرار واضطرابات تقود لفشل كامل للدولة اليمنية والتشظي للكيان السياسي اليمني، لكن قيام التحالف العربي حافظ على اليمن كياناً سياسياً ضمن قائمة الدول العربية، وسيعود اليمن حتما إلى محيطه العربي وسيلعب دوره في مستقبل المنطقة العربية.
من جانبه اكد أسعد عمر، عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، في تصريح للصحيفة ذاتها أن الحديث عن التحالف ودوره لا ينبغي أن ينحصر في هذا الظرف على تناول أهمية دور التحالف من زاوية توقيت التدخل وما تحقق حتى الآن فقط، إذ يجب التركيز على ضرورة الحفاظ عليه وبلورة رؤية استراتيجية أكثر شمولاً بين الدول المتشكل منها لتنظيم عمله تجاه اليمن والمنطقة وليكون لليمن فيه موضعه المناسب، فدورنا في الشرعية والقوى المؤيدة لها والمعارك التي نخوضها سياسياً وعسكرياً في وجه الانقلاب المدعوم إيرانياً لم يعد الهدف فيها محصور على القضاء على الانقلاب واستعادة السلطة بكامل المحافظات، فنحن نخوضها من باب الإسهام الذي يقدمه اليمن في مواجهة التوسع الإيراني في المنطقة، ولضبط موازيين القوة لمصلحة سلطتنا الشرعية ودول الخليج لتحقيق الاستقرار، وإرساء أسس السلام في اليمن والحفاظ على أمن وسلامة كامل الخليج العربي والملاحة الدولية.
ولفت أن الحرب التي تشهدها اليمن لم تأتِ بمعزل عن ما تريد إيران تحقيقه بالمنطقة من تمدد وتوسع ونتيجة لهذا سعت إيران للسيطرة على اليمن من خلال الانقلاب المنفذ من أدواتها الحوثية ومن تحالف معهم على طريق التوسع ولجعلها خط المواجهة الأول لاستهداف المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ولو لم تتدارك قيادات المملكة العربية السعودية والشرعية اليمنية ومعهم الأشقاء من الإمارات ومصر وباقي دول التحالف ذلك الخطر المحدق بالجميع من خلال طلب التدخل ومباشرته لكان الوضع كارثي على المنطقة والإقليم.
وقال عمر إن التدخل الداعم للشرعية جاء في لحظة فارقة ومثل حدثاً تاريخياً غير مجرى الأحداث، حد بشكل كبير من إمكانية نجاح إيران في السيطرة على اليمن وإحكام قبضتها على منافذ مهمة من شأنها أن تهدد المصالح وطرق الملاحة الدولية، فلولا التحالف والمقاومة الوطنية للحقت اليمن بغيرها من الدول الشقيقة التي باتت خاضعة لنفوذ وهيمنة إيران.
وأوضح أن تدخل التحالف ومهمته لم تنحصر منذ الوهلة الأولى على الحفاظ على الشرعية في اليمن وحمايتها فقط، بل ولضمان سيادته الوطنية وهويته العربية وسلامة أراضيه وأمن دول الخليج وردع مطامع إيران بالجزيرة العربية وضرب أدواتها عند أول نقطة تماس مع المملكة ودول الخليج.