هاني علي
كشفت مصادر خاصة عن المسرحية التي نفذتها مليشيا الإخوان في مدينة التربة جنوب محافظة تعز، عبر ما يسمى بالانسحاب الوهمي لقوات الشرطة العسكرية.
وقالت المصادر، إن ما حدث هو مغادرة قائد الشرطة العسكرية العميد محمد سالم برفقة 12 طقماً عسكرياً، خلافاً للاتفاق الذي رعاه محافظ تعز وقضى بالانسحاب من كافة المقار والمواقع.
وأوضحت المصادر أن الشرطة العسكرية أبقت 15 طقما عسكريا مدججة بالجنود والأسلحة في المرافق، وأخرى تتمركز بجانب مليشيا إخوانية تابعة للشيخ حمود المخلافي في معسكر جبل صبران التابع للواء 35 مدرع بقيادة المدعو أسامة القردعي.
واتهم مراقبون ونشطاء مجتمعيون الشرطة العسكرية أنها تحولت إلى غطاء لحجب جرائم مليشيا الإخوان والتحركات المشبوهة التي يقودها حمود المخلافي للسيطرة على معسكرات اللواء 35 مدرع في مدينة التربة لصالح دول إقليمية.
السياسي والحقوقي أحمد سعيد الوافي، طالب ضباط اللواء 35 وقيادة الأمن الخاص التنبه للتربة وعدم الركون على الانسحاب الوهمي، مشيرا إلى أن هناك عناصر متطرفة ستعبث بالأمن من أجل إيجاد مبرر مجددا للإخوان لمواجهة الرفض الشعبي الكبير لهم.
وقال الوافي، في منشور على صفحته في فيسبوك، “لا بد من شغل تحريات ورفع مستوى اليقظة الأمنية والقبض على كل المشتبه بهم لتنفيذ مثل هذه الأجندات وبأسرع وقت ممكن والقبض على كل من تسول له نفسه العبث بالأمن مجددا”.
إلى ذلك، قال السياسي والصحفي كامل الخوداني، إن مليشيا الإصلاح انسحبت من التربة بشكل جزئي وترفض الانسحاب من المقرات والمواقع المتمترسين بها رغم أن الاتفاق والتوجيهات تقضي بانسحابهم الكامل ويتكفل اللواء 35 وقوات الأمن الخاص بتأمين المنطقة كما كان سابقا”.
ولفت الخوداني أن الشرطة العسكرية كشفث أنه ليس هناك لا مطلوبين، ولا خلايا نائمة، ولا بسط نفوذ دولة، ولا نازحين ببوازيك ورشاشات ولا هم يحزنون، فقط تدخلت ضمن مشروع خارجي تقوده أحقاد ولا شيء آخر.
الناشط والإعلامي ادونيس الدخيني، هو الآخر حذر من الانسحاب الجزئي لقوات الشرطة العسكرية، لافتاً إلى أن سحب بعض القوات لا يُنهي التوتر، يقلل من حدته فقط، ويُتوقع عودة ارتفاعه في أي لحظة.
وقال الدخيني، في منشور على صفحته في فيسبوك، من دون سحب جميع قوات الشرطة العسكرية وميليشيات الحشد الشعبي من الحُجرية، يظل التمرد على توجيهات محافظ المحافظة نبيل شمسان قائمًا.
ولفت إلى أن الانسحاب الجزئي اعترف به قائد الشرطة العسكرية محمد سالم الخولاني، الذي قال في تصريحٍ صحفي، إنه تم سحب جزء من القوات، وهو بهذا الاعتراف، يؤكد استمرار تمرده على توجيهات رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة.
وأوضح الدخيني أن الانسحاب الجزئي لا يمكن اعتباره تراجعا عن محاولة تحييد اللواء 35 مدرع، وتفكيكه، يمكن اعتباره تراجعا مؤقتا، هدفه امتصاص غضب الرأي العام، وبعد ذلك، تهيئته لتقبل المعركة، بسلسلة من الأكاذيب والتهم ستُكال إلى اللواء 35 مدرع خلال الأيام القادمة من قبل الماكينة الإعلامية التابعة للحزب والحشد.
ولفت أن عناصر الحشد الشعبي لن تتوقف عن نشر الفوضى والعبث في كل مناطق الحجرية، لشرعنة العودة من جديد، وهنا يبقى على ضباط اللواء 35 مدرع التنبه لأي فوضى من قبل أي من العناصر الساعية لنشر الفوضى والتعامل معها بحزم، وإعادة الأمن والاستقرار الذي كانت تنعم به مناطق الحُجرية قبل التوتر الأخير.