تقاريرشبوةمحليات

تنظيم الإخوان يفتتح معسكر مليشاوي جديد لـ”تيار قطر” جنوب اليمن بإشراف مساعد الميسري بالداخلية ومدربون ضباط وخبراء أتراك

أُقِيم في معسكر حكومي بدعم مالي قطري، لحشد وتدريب مقاتلين غير نظاميين فيه لصالح حزب الإصلاح

تم بدء التحشيد للمعسكر الذي يشرف عليه قادة في “الإصلاح” ومساعد أحمد الميسري في وزارة الداخلية

محافظ شبوة يُقَدِّم تسهيلات كبيرة، وحزب الإصلاح يشارك في حشد المجندين

معلومات: خبراء عسكريين أتراك يشرفون على التدريبات في “معسكر الميسري” و”معسكر الجبواني”

المعسكران غير شرعيين، وليس لهما أي وجود ضمن هيكل وزارة الدفاع اليمنية

افتتح “تيار قطر” داخل الحكومة الشرعية اليمنية، مؤخراً، معسكراً مليشاوياً جديداً في محافظة شبوة، لحشد وتدريب مقاتلين غير نظاميين فيه، خارج أُطُر وزارة الدفاع، ولصالح حزب الإصلاح، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن.

وقالت مصادر متطابقة في شبوة إن ممثلين عن أحمد الميسري، نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، تسلموا هذا المعسكر الواقع في “مفرق الصعيد”، من السلطات التي تحكم محافظة شبوة، وتم بدء التحشيد إليه بدعم مالي من دولة قطر، وتسهيلات من محافظ محافظة شبوة، محمد صالح بن عديو، القيادي في حزب الإصلاح الذي يُشارك في حشد مجندين جدد إلى هذا المعسكر.

وذكرت المصادر أن الإدارة المباشرة لهذا المعسكر، وهو الثاني من نوعه في شبوة، أُسندت لعبدالرحيم العولقي، مستشار وزير الداخلية، وجهاد فرحان، المنتمي إلى شبوة والمولود في تعز، والمقرب من حمود سعيد المخلافي، القيادي في حزب الإصلاح والمقيم في تركيا، مشيرة إلى أن “فرحان” عاد، مؤخراً، من مدينة تعز، إلى شبوة ومعه 50 مسلحاً. لكن القرار يتخذه حزب الإصلاح.

وأفادت المصادر المحلية أن المعسكر يشهد إقبالاً كبيراً بسبب انتشار البطالة بشكل كبير في صفوف الشباب في شبوة. وتقول المصادر إن المسؤولين عن هذا المعسكر يقدمون 60 ألف ريال راتباً شهرياً، ومصروف يومي قدره ثلاثة ألف ريال لكل مجند يلتحق به.

وأوضحت المصادر أن التدريبات بدأت في المعسكر. ويعتقد أن خبراء عسكريين أتراك يشرفون على عملية التدريبات في هذا المعسكر غير الشرعي، والذي ليس له أي وجود ضمن هيكل وزارة الدفاع اليمنية.

وقال مصدر محلي إن السلطات المدنية والعسكرية في شبوة سَلَّمت، الاثنين الماضي، المعسكر الواقع في “مفرق الصعيد”، شرق مدينة عتق، لممثلين عن أحمد الميسري، الذين باشروا العمل فيه لاستقبال المجندين.

 وأضاف المصدر: “استقبل هذا المعسكر كثير من طالبي التجنيد، وتم إطلاق على كتيبة فيه اسم كتيبة الشهيد سالم قطن.. طبعاً هذا المعسكر هو معسكر حكومي كان فيه، قبل أحداث أغسطس 2019، اللواء الرابع من قوات النخبة الشبوانية.. وقام محافظ شبوة بتسليم هذا المعسكر الحكومي لأحمد الميسري لتجنيد مليشيا”.

من جانبه، قال القيادي الجنوبي أحمد عمر بن فريد، رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا، في “تغريدة” على حسابه الرسمي في “تويتر”: “الأتراك يتمددون في شبوة، معسكر مفرق الصعيد بمحافظة شبوة، المعسكر الثاني الذي يدشنه التحالف التركي- القطري بالمحافظة، تحت إشراف مباشر من وزير الداخلية بالحكومة الشرعية، أحمد الميسري، وبتسهيلات من محمد صالح بن عديو – محافظ شبوة”.

وكانت قطر دعمت إنشاء معسكراً لتجنيد مقاتلين لصالح حزب الإصلاح في شبوة، وظهر في الواجهة وزير النقل المُقال صالح الجبواني، باعتبار ذلك المعسكر تابعاً له، والآن يظهر المعسكر الثاني باسم أحمد الميسري.

وقالت المعلومات إن المخابرات القطرية دفعت مبلغاً مالياً لـ “الجبواني”، واعتمدت موازنة مالية له لتجنيد مقاتلين قبليين في محافظة شبوة، وفتح معسكراً خاصاً بهم في المحافظة الجنوبية النفطية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح، الحليف الرئيس لقطر وتركيا، والمستحوذ الفعلي على الحكومة اليمنية الشرعية. وأكدت المعلومات أن قطر اعتمدت موازنة مالية جديدة لإنشاء المعسكر المليشاوي الثاني في شبوة باسم “الميسري”.

و”الميسري” و “الجبواني” متحالفين مع حزب الإصلاح، واشتركا في الحملة “الإخوانية” ضد التحالف العربي المساند للشرعية في اليمن. والعام الماضي، زار الرجلين سلطنة عُمان، التي تدعم مليشيا الحوثي، وتعمل مع قطر على إفشال “التحالف”، وإخراج السعودية والإمارات من اليمن. وكثيراً ما طالب “الميسري” و”الجبواني” بإخراج الرياض وأبو ظبي من اليمن، وهو المطلب الرئيس لناشطي حزب الإصلاح الذين يعملون كرأس حربة لتنفيذ أجندة قطر في اليمن.

وقبل أشهر، عاد “الجبواني” إلى محافظة شبوة، وشرع في عمليات التجنيد، وتأسيس معسكراً للمجندين غير الشرعيين، خارج الإطار الرسمي لوزارة الدفاع، ودون موافقة أو علم الحكومة. وطبقاً للمعلومات، فضباط أتراك تولوا الإشراف على عمليات تدريب المجندين في “معسكر الجبواني”، وسيفعلون الأمر ذاته في “معسكر الميسري”.

وكما فعل “الجبواني”، يقوم “الميسري” بعمليات التجنيد لشبان من محافظة أبين، ومن قبائل شبوة بدعم مباشر من محافظ محافظة شبوة، وحزب الإصلاح، ومن علي محسن الأحمر، نائب رئيس الجمهورية؛ كون رجال القبائل الذين يجندهم سيقاتلون ضد القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، التي تخوض معارك عنيفة في أبين ضد “القوات الحكومية” الموالية لـ “الإصلاح” وعلي محسن الأحمر.

وصباح الخميس الموافق 25 يونيو الفائت، أقيم، في “مدرسة الأوائل” الواقعة غرب مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، حفلاً وعرضاً عسكرياً لتخرج الدفعة الأولى من المقاتلين الذين جَنَّدهم “الجبواني”، وحزب الإصلاح، في المحافظة.

وفي ذلك الحفل، ألقى “الجبواني” كلمة هاجم فيها السعودية والإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي، وحرَّض المجندين المليشاويين على قتال “الانتقالي”، و”تحرير الأراضي اليمنية” من السعودية والإمارات اللتين زَعَمَ أنهما “محتلتين” لليمن.

مع أنه شخص مدني، تصدر صالح الجبواني الحفل والعرض العسكري، بحضور عدداً من قيادة محافظة شبوة المنتمين لحزب الإصلاح. ورغم أن “الجبواني” قام ويقوم بعملية التجنيد المليشاوي خارج إطار وزارة الدفاع، إلا أن السلطة المحلية في شبوة ساعدته في القيام بذلك، وسلمته إحدى المعسكرات الحكومية لتحشيد المجندين إليها، وسلمته “مدرسة الأوائل” الحكومية ليقيم بها هذا الحفل والعرض العسكري. وتسير السلطة المحلية في شبوة نحو تقديم تسهيلات أخرى لـ “الميسري”.

سبق لـ “الشارع” أن قالت، في تقرير سابق، إن “الجبواني” يتجلى كنسخة قطرية- إخوانية من حمود المخلافي الذي تم دعمه، قبل فترة، للقيام بذات الأمر في تعز؛ بدعم مالي قطري، وتسهيل إخواني- إصلاحي. مع فارق جوهري: “المخلافي” عقائدي إخواني، وقيادي في حزب الإصلاح، فيما “الجبواني” مجرد شخصية طارئة دفع بها علي محسن الأحمر إلى الواجهة السياسية، عندما أسند لها حقيبة وزارة النقل في حكومة الدكتور معين عبدالملك.

واليوم تتجه قطر وجماعة الإخوان نحو استنساخ نسخة ثانية لـ “المخلافي” في شبوة؛ عبر فتح معسكر مليشاوي ثاني باسم أحمد الميسري.

على صعيد متصل، نُشِرَت، في 27 يوليو المنصرم، صوراً في مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها عشرات الشبان وهم يتلقون تدريبات في “مدرسة باكثير”، في مدينة تعز. وأفادت المعلومات، يومها، أن حزب الإصلاح في تعز تولى جمع أولئك الشبان في تعز، ويقوم بتدريبهم للقتال في صفوف قواته ومليشياته غير القانونية، بدعم مالي قطري.

زر الذهاب إلى الأعلى