خراب اليمن وأحزاب الكراهية وأنصار الكلاب
ثمة خراب عظيم في اليمن اليوم ومن الصعب ترميمه.
انه الخراب في نفوس اليمنيين..
كلنا اليوم خرائب تمشي على الأرض.
***
الخرائب مرايا
فيها نتعرف على انفسنا
على ضعفنا وهشاشتنا وعلى قوتنا وصلابتنا
وفي مرايا الخرائب
نرى ما تهدم فينا وانكسر
ما هو زائل وعارض وقابل للفناء
ونرى ما هو خارق وخالد
***
في المدارس والجوامع
وفي الأحزاب والجماعات
الدرس المهم الذي تتعلمه هو: الكراهية.
يعلموك كيف تكره الآخر وكيف تبتعد وتبقيه بعيدا عنك.
في مدرسة الطبيعة تتعلم بنفسك ومن دون معلم.. كيف تقترب وكيف تلغي المسافة، وذلك هو الحب.
***
وأنا طفل يرعى الغنم في القرية، كنت أفرح كلما اكتشفت مكانا يغزر فيه الحشيش والعشب.
كان البحث عن هذه الأماكن في الجبال والهياج والوديان والشعاب هي مهمة الرعيان.
ذلك أن مهمة الراعي لا تقتصر فقط على رعي الغنم والجري خلفها واقتفاء اثرها واسترجاع الغنمة الضائعة، وانما عليه ان يكتشف المرعى الخصب ويقود غنمه اليه.
تلك كانت مهمة الراعي في الزمن القديم، اما في زمننا هذا فلا أحد سوف يلومه أو يحاسبه إن هو قاد غنمه إلى مملكة الذئاب وقد يجد من يمدحه ويثني عليه ويتحدث عن شطارته وعن حكمته ان هو احضر الذئاب إلى الحظيرة.
***
أطلقنا على رحلتنا اليوم: رحلة القعود.
وبالمناسبة عندما تشكلت حكومة عبدالقادر باجمال، كتبت مقالة في صحيفة الشورى وكانت بعنوان: حكومة الإبل.
وفي ختام مقالتي تلك طالبت حكومة الابل، بترقية القعود إلى جمل، لكن الحكومة رفضت حينها ترقيته.
وحسنا فعلت.
ولو انها وافقت ورقّته إلى جمل، كنا سنكسب جملا ونخسر شاعرا واديبا.
***
كلاب في شارعنا جبت لهم تنكة طحينية اكلوها، واحتمال يكونوا ماتوا.
قدنا خايف من انصار الكلاب يرفعوا دعوى ضدي، الله يستر بس، من قال لامي اجيب لهم طحينية.
***
من منكم يعرف طبيب بيطري قريب، قطة البيت المدللة تنازع.
جبت لها قالب شوكلاتا جلاكسي والان تصيح، صوتها يقطّع القلب.
***
قلت للزوجة اين هو عصير قصب السكر الذي في الثلاجة كان ملان دبة؟
قالت بانها اعطته للقطط.
وانا خبطت على راسي واطلقت صرخة رعب.
وقلت: ياجناه كيف نعمل الآن
كيف لوماتين القطط كيف لوعرفوا
قالت: منهم اللي لو عرفوا؟
قلت: انصار الكلاب والقطط
اين اروح انا وانت منهم
مؤكد بايرفعوا دعوى ضدنا
وهي المسكينة افتجعت
وقالت: وااااو مودراني، احسبك جبته للقطط
قلت لها: القطط جبت لهن عصير الجزر وليس عصير قصب السكر ورحت جري لاغرفة نوم القطط وهي بعدي تجري.
***
سالته ان كان يرغب في بيع الحمار
فكان رده: وللمه ابيعه وانا بحاجته
قلت له: تقدر تشتري غيره
قال: إنّا الحمير هذي الايام غاليات.