تعمل المليشيا الإخوانية، التابعة لحزب الإصلاح والقوات الموالية لها في محور تعز العسكري، على توسيع بؤر التوتر والصراعات المسلحة في مناطق الحجرية الريف الجنوبي لمحافظة تعز.
وبعد انتشارها وتمركزها في عدد من المواقع الاستراتيجية في مديرية المعافر، أقدمت مليشيا حزب الإصلاح مسنودة بقوات من محور تعز العسكري الموالي لها، مساء الخميس، على اقتحام عزلتي بني شيبة الشرق وبني محمد في مديرية الشمايتين.
وقالت مصادر محلية إن المليشيا الإخوانية والقوات المساندة لها اقتحمت منطقة بني شيبة واشتبكت مع عدد من أهالي المنطقة لعدة ساعات.
وأوضحت المصادر أن الأهالي منعوا مليشيات الإصلاح من التوغل في مناطقهم وقراهم، وتصدوا لها، وأجبروها على الانسحاب.
وأفاد مصدر مطلع أخر أن مليشيا الإصلاح قدمت إلى المنطقة بذريعة الإفراج عن مجموعة من عناصرها متهمة بمحاولة اغتيال الجندي في القوات المشتركة العاملة الساحل الغربي، عبد الرقيب حسين الفحسة بعد اعتراضه الأربعاء الماضي من قبل مسلحين بالقرب من منزل رئيس فرع حزب الإصلاح في مديرية الشمايتين، عبدالله علي الشيباني، وأطلقوا وابلاً من الرصاص عليه، أثناء ما كان عائداً إلى قريته في الأصابح برفقة أسرته، وأصيب بجروح في قدمه.
وقال المصدر إن مليشيا الإصلاح أرادت تحرير أفراد العصابة بعد أن تم القبض عليهم من قبل الشيخ عبدالله سرور، الذي اشتبك مع المليشيا وأصيب وبعض رجاله بجروح متفاوتة.
وأوضح المصدر أن قوات من الأمن الخاص تدخلت وأوقفت الاشتباكات بين الطرفين. وحتى مساء أمس الجمعة، لم ترد أي معلومات حول مصير العصابة المتهمة بمحاولة اغتيال الجندي والتي كانت محتجزة لدى الشيخ سرور.
في سياق التوتر المتصاعد الذي تشهده مدينة التربة ومناطق الحجرية قالت مصادر متطابقة أن المواجهات التي تشهدها منطقة جبل صبران المطل على مدينة التربة بين مليشيا الإصلاح والمواطنين، تواصلت حتى وقت متأخر من مساء أمس.
وذكرت المصادر أن قوات الأمن الخاصة ضبطت بالقرب من المجمع الحكومي في مدينة التربة سيارة تويوتا نوع (هايلوكس) موديل 2016، تتبع أسامة القردعي أحد قادة مليشيا الإصلاح في “الحشد الشعبي” وعلى متنها كميات كبيرة من قاذفات صواريخ الكتف المحمولة.
وأضحت المصادر أن القاذفات كانت في طريقها إلى جبل صبران حيث يتمركز القردعي برفقة العشرات من مسلحي الحشد الشعبي واللواء الرابع مشاة جبلي، الذين يخوضون مواجهات مسلحة ضد المواطنين من أهالي المنطقة الرافضين تواجدهم في مواقع جبل صبران التابعة للواء 35 مدرع.
إلى ذلك أفادت المصادر ذاتها أن مليشيا الإصلاح في الحشد الشعبي تواصل الدفع بمزيد من التعزيزات إلى مدينة التربة، وينتشر المئات من مسلحيها في كافة الأحياء السكنية بالمدينة.
وبيَّنت المصادر أن فرقاً أخرى من مليشيا الإصلاح تنتشر في أحياء المدينة بغرض رصد وتتبع تحركات المواطنين وجمع المعلومات عنهم.
في غضون ذلك استحدثت إدارة أمن مديرية الشمايتين. خلال اليومين الماضيين، متاريس وحفرت العديد من الخنادق ونشرت العشرات من المسلحين في محيط مبناها الكائن وسط مدينة التربة.
وقالت المصادر، إن أغلب الخنادق والمتاريس تركزت في المداخل المؤدية إلى مبنى إدارة الأمن، الأمر الذي عرقل حركة المواطنين في المنطقة المحيطة بها.
وفي سياق تداعيات انتشار مليشيا الإصلاح والقوات الموالية لها في مديرية المعافر، أعلن أهالي عزلة الجبزية في مديرية المعافر رفضهم تمركز مليشيا الإصلاح في جبل الراهش وجر بلادهم إلى أتون التوتر والصراع.
وعبر الأهالي، في رسالة موجهة، أمس الأول، من مشائخ وعضو المجلس المحلي في الجبزية إلى أركان حرب اللواء 35 مدرع، عن لقيام مجاميع مسلحة بالسلاح الثقيل تتبع حزب الإصلاح بالمتركز في جبل الراهش الاستراتيجي المطل على العزلة والخط الرئيس الرابط بين مدينة تعز والتربة.
وقال الأهالي إن سيطرة مليشيا الإصلاح مخالف للاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد لقاء مع قائد اللواء 35 مدرع الشهيد عدنان الحمادي السنة الماضية، والقاضي بأن يتولى اللواء 35 مدرع حماية المواقع في سلسلة جبل الراهش بأفراد اللواء المنتمين إلى العزلة.
وأشار الأهلي إلى أن المليشيا الإخوانية تمركزت في الراهش مستغلة تغيير الأفراد المسؤولين عن حماية المواقع الكائنة فيه.
وطالب الأهالي في رسالتهم، من أركان اللواء تأمين المواقع في جبل الراهش وفق الاتفاق السابق مع قائد اللواء السابق عدنان الحمادي، ومخاطبة محافظ المحافظة وقيادة المحور بحسب المجاميع المسلحة التي تمركزت مؤخراً في الجبل بالسلاح الثقيل.