ترويج دعائي كاذب لقطر: لوحة دعائية إعلانية منتصبة على الطريق العام أمام “مخيم الكدحة” تفيد أن هذا المخيم بُنِي ونُفِّذَ ويُدار بتمويل وبإشراف “محسنين من دولة قطر”!
يقول النازحون إنهم عندما تجمَّعوا في هذا المخيم، عام 2017، قَدَّمت قطر لهم “طرابيل وبطانيات وشوية مساعدات غذائية”، وبنت حمام لكل 3 أُسر نازحة
مذاك وحتى اليوم، لم تُقَدِّم قطر، أو “محسنوها”، أي مساعدات أخرى للنازحين في هذا المخيم
لاتزال اللوحة الدعائية لقطر منتصبة مكانها بشكل سافر ووقح، بحراسة قادة من حزب الإصلاح في المنطقة
في بداية “مخيم الكدحة”، تنتصب على الشارع الرئيسي العام لوحة إعلانية دعائية مكتوب عليها اسم هذا المخيم، والكلمات التالية: “إشراف- تمويل- تنفيذ: محسنون من دولة قطر”.
من يقرأ اللوحة الإعلانية سيظن أن النازحين في هذا المخيم يعيشون حياة تتوافر فيها أبسط المقومات الإنسانية، أو يعيشون حياة أفضل من حياة النازحين في المخيمات الأخرى. سار موفد “الشارع” نحو المخيم وهو يظن ذلك. لكن ظَنَّه تبدد بمجرد وصوله المخيم.
يتكون هذا المخيم من عشرات الخيام المهترئة والبالية، يسكنها النازحون رغم عدم أهليتها للسكن، وافتقارها لأبسط المتطلبات الإنسانية للعيش. إنها تفتقر للحمامات، ولحواجز السكن الداخلية الضرورية لتأمين خصوصية فردية داخل المساكن الأسرية. أُسر مكونة من عدد غير قليل من الأفراد تسكن في هذه الخيام الصغيرة.
عدد من الخيام مسنودة بـ “جَوَانِي” معبأة بالتراب. بعض الخيام هي عبارة عن “جواني” معبأة بالتراب، ومرصوصة فوق بعضها، مشَكِّلة بمثابة جدار للسكن والاستتار خلفه، دون أسقف قوية. الخيام المقامة بـ “الجواني” الترابية يتم سقفها بالطرابيل، التي لا تصمد كثيراً في مواجهة الشمس والأمطار.
اللوحة الدعائية تجعل من يقرأها يظن أن هناك حالة من العيش المتوفر في المخيم. لكن من يدخله لا يجد فيه سوى بؤس ووجوه شاحبة مغبَرَّة، وفقر بالغ، وترقب جماعي للمساعدات الغذائية والإغاثية.
ما الذي فعله ويفعله الـ “محسنون من دولة قطر”؟ّ! ماذا قَدَّموا، ويُقَدِّمون لهذا المخيم؟! اللوحة الإعلانية الدعائية تقول إن هذا المخيم بُنِي ونُفِّذَ ويُدار بإشراف وبتمويل من أولئك “المحسنين”! لكن لا نجد لهم وجوداً أو أثراً داخل المخيم، ولم يُقَدِّموا شيئاً يُذكَر للنازحين في هذا المخيم! لم يُقَدِّموا حتى مقابل اللوحة الإعلانية المنصوبة على الطريق العام للترويج لأنفسهم! تقول المعلومات، إن قيادات من حزب الإصلاح هي من نصبت هذه اللوحة الدعائية لقطر، التي لم يجرؤ أحدٌ على إزالتها من مكانها. يبدو أن “إحسان” قطر ورجالها يذهب دائماً إلى جماعة الإخوان المسلمين، ولم يصل منه ما يستحق الذكر للنازحين في هذا المخيم.
عدد من النازحين في هذا المخيم قالوا، إنه عند تأسيسهم، هم وليس قطر، هذا المخيم، قُدِّمت لهم “طرابيل وبطانيات وشوية مساعدات غذائية”، قِيل لهم إنها من “رجال خير قطريين”. كان ذلك في بداية عام 2017، خلال نزوح كثير من الناس من “الوازِعِيِّة”. ومذاك، لم يتم تقديم أي مساعدات للنازحين في هذا المخيم، من قطر، أو “محسنيها”.
كان ذلك حضوراً رمزياً بسيطاً وباهتاً ووحيداً لقطر و”محسنيها” (طرابيل وبطانيات وشوية مساعدات غذائية)، وتم استغلاله وعمل لوحة إعلانية دعائية كاذبة وخادعة ومظللة توحي بأن “محسنين من قطر” أسسوا وبنوا هذا المخيم، ومستمرون في تمويله والإشراف عليه حتى اليوم. وهذا غير صحيح ينفيه كل ساكني المخيم، لكن أحداً لا يستطيع إبعاد تلك اللوحة الدعائية الكاذبة، خوفاً من قيادات حزب الإصلاح في المنطقة. ولاتزال اللوحة منتصبة في مكانها بشكل سافر ووقح. إنها متاجرة رخيصة ببوس النازحين واحتياجاتهم وأوجاعهم.
سأل موفد “الشارع” نازحين في المخيم: “ماذا قدَّمت قطر، ومحسنوها، لكم؟” رد البعض: “قطر لم تقدم لنا سوى القليل من المعونات، عام 2017م، أما الآن فلا تُقَدِّم لنا أي شيء”. وقال آخرون: “قطر عملت حمامات فقط؛ لكل ثلاث أُسر نازحة حمام واحد مشترك.. أما مساعدات غذائية وأشياء، أو مبالغ مالية، فلم تقدم لنا أي شيء من ذلك، منذ 2017”.
في 22/11/2017، نشر موقع “الجزيرة نت” خبراً عنوانه: “افتتاح مخيم للنازحين في مدينة تعز بمبادرة قطرية”! وجاء في تفاصيل الخبر: “افتتح مخيم للنازحين في منطقة البيرين، جنوب غرب مدينة تعز اليمنية، بمبادرات فردية خيرية من قطر. ويؤوي المخيم نازحين من مناطق الوازعية، وموزع، والكدحة، ويبلغ عددهم ستمائة أسرة”.
ولمزيد من الترويج الدعائي لقطر، أضاف خبر “الجزيرة”: “يذكر أن نحو 80% من سكان اليمن مهددون بالمجاعة والأوبئة القاتلة كالكوليرا، ووباء “الدفتيريا” الذي بدأ في الانتشار وحصد أرواح ما لا يقل عن 15 شخصاً خلال أسبوعين”.