مقالات

تعز بين السطر وما بين السطر

 


هناك حملة أمنية زجت الجميلين وعبدالله فرحان، سامت تعز بالخوف، بتهمة الخلايا النائمة، هناك خلايا نائمة كما قيل ويجب القبض عليها، ملاحقة الذين يريدون إسقاط تعز من الداخل، بينما الحوثي يقصف من الخارج، بلا خجل، وتوحشوا ضد كُتّاب الرأي، قبضوا على كل من ينتقد تصرفاتهم، لكن كانت حملتهم أقوى، سكت الجميع، كل الناشطين، خوفاً من طغيان الجماعة، بقيت تعز رهينتهم، بتهمة الحوثي الملعون المحاصِر للمدينة.


كما نعلم، وضعت اللجنة الأمنية في مدينة تعز رقماً مجانياً، قالوا: اتصلوا عليه وبلغوا على كل من تشكون به مع المليشيات، رغم أنها طريقة فجَّة، فالحملات الأمنية تُدار بسرِّية للقبض على الخلايا، سرِّية تامة، وهذه فجاجة تشعر كل من يقرأها بالضحك، فتلك ليست سلطة، إنها تنفع لإدارة بسطات بسوق شعبي في مدخل مدينة ما، سلطة القانون ليست هكذا، أبداً ليست كما يحدث في تعز، بالميكرفونات تُدار عمليات الاستخبارات العسكرية.


حدث قبل وقت، من السنة، عودة عبدالملك الحبيلي، كان متحوثاً كبيراً، لا أخون عودته، فالجميع، وأكثر من يقاتل الحوثي حالياً هم من كانوا ببعض من الوقت معه ثم عادوا وفي ذاكرتهم حقيقة المليشيات وقاتلوا بروح الذي خبر حقيقة المليشيات عن قرب، لكن عبدالملك الحبيلي عاد ولديَّ خبر عن المبلغ الذي دفعه مقابل عودته، أربعون مليون ريال، وبشرط واحد، القعود ببيته، دون ممارسة أي أنشطة، لا تفهموني غلط، لا أعرفه جيداً، ليست هذه إلصاق خيانة له، أو تهمة، فقط هناك حادثة حدثت، حدث بسيط.


قام أحدهم، أظنه من القطيع لدى الحزب، لا يعلم أن الحملة الأمنية هي فقط لملاحقة العفافيش، الناصريين، وكُتاب الرأي، وإنما الخلاية النائمة مجرد عذر، لا أدري أهو الإيمان التام بتعز من جعله يبلغ عن الحبيلي أم النقمة منه هذا في باطنه، ذهب إلى إدارة الأمن، أخبرهم عن الحبيلي، وحدثهم عن تحركاته، فهو يسكن معه بحارة واحدة، وعن عشرات الطقومات التي بحوزته، وعن مخزن الرجال الذين، كما قال، يقصدونه وبكثرة، فما حدث أنهم قبضوا عليه، على المبلغ، فبرأيي يستحق ذلك؛ طالما صدق أن الحملة الأمنية هي للخلايا النائمة وهي فقط لأفراد القوات المشتركة الذين يزورون عائلاتهم، أو عادوا لغرض يختص بأمورهم الخاصة، لهم فقط.


لا أعلم، الحبيلي هل يستحق ذلك، وصاحب البلاغ هل هو مجرد مدسوس قذر للإيقاع بالناس، ولكن هذه هي الحادثة التي تثبت أن الحملة الأمنية مجرد قفاز للقط كل رفقاء النضال، الذين في تعز من الأحزاب الأخرى، بلا تهمة، فتهمتهم أنهم من مؤيدي الفقيد الحمادي أو يكتبون عن الاختلالات في تعز، أو عادوا من المخا مثلي أنا عندما قبضوا عليّ بسبب أنني زرت المخا..


صاحب البلاغ نفذ رجاء الشرطة، القبض عليه جريمة، رغم أن جريمته بالإبلاغ عن الحبيلي، لو أنه كاذب، كبيرة.. كان يمكنهم التعامل مع بلاغه برقي، وعدم التهاون مع الحبيلي، عاد تعز بمبلغ كبير، هناك من يتهمه أنه ما زال يعمل لدى المليشيات، لكن ذنب صاحب البلاغ أنه لم يقرأ ما بين السطور، السطور تقصد خلايا المليشيات بينما بينهما أنصار الناصري والمؤتمر وكل الذين في هواتفهم صورة لطارق.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى