مقالات

الإصلاح واختطاف مؤسسات الدولة

 


 


 


ماريا أنطوانيت ملكة فرنسا، وزوجة لويس السادس عشر، عندما تظاهر جياع فرنسا من أجل الخبز، وببلاهة الترف دعت الجياع أن يأكلوا إن لم يجدوا الخبز جاتوه!!


 


في اليمن مياه الشرب منقطعة لأشهر، لا يجد الناس، ما يبل الشفاه، فيما السلطة تنصح لمكافحة الوباء، الإكثار من غسل اليدين.


 


يا شعبنا العزيز، لمواجهة الجوع كلوا جاتوه، ولمواجهة الجائحة تحمموا بماء الورد.. بلاهة!!


 


* * *


 


الإصلاح عادة يحكم من وراء الستار وخلف جملة من الشعارات المضللة، واللعب على ازدواجية الموقف، من كونه حزبا سياسيا من جهة، ومن جهة ثانية موجها وممسكا بكل مفاصل السلطة والأمن والجيش، وكذا وإدارة السلطة التنفيذية، وفق سقف سياسته هو، لا الشركاء.


 


في تعز كنموذج ليس إلا، يهاجم الإصلاح كل من يؤكد باليقين القاطع، انه هو من يحكم، ويحمله تبعات كل الاختلالات الأمنية، والفوضى التى تتخبط فيها محافظة استراتيجية، من حيث الموقع الجيوسياسي والديمغرافي، معتبراً أن النقد خيانة وطابور خامس، والوجه الآخر للسلالية الحوثية، ورأس رمح لكسر المدينة من الداخل.


 


الإصلاح كشأنه على الدوام، يحكم ولا يتحمل تبعات سوء إدارته للحكم، مكتفياً بصناعة أضاحي لتقديمها وقت الحاجة، في حال وصل تململ الناس، إلى حد يهدد سيطرته ويعرضها للخطر، وينذر بحراك يقصيه عن صحن الحكم وإدارة الدولة.


 


الإصلاح هو من يحكم شكلاً ومضموناً، هو يبسط على الموارد والقرار السياسي والعسكري في تعز بشكل فج، في حين يسيطر على القرار الرسمي بوسائل الضغط الناعمة، والاختراقات الرأسية لصانع القرار، عبر عناصره المتعددة.


 


تعز مدينة شأنها شأن كل اليمن الشرعي، مرتهنة بل مختطفة من قبل حزب الإصلاح، وما عدا هذا الحزب، ليس سوى رتوش شراكة شكلية اسمية، يجعل من الآخرين احزاباً ومسميات، أدوات لا تقف على قدم المساواة الندية معه، بل التبعية المطلقة، لحزب يمسك بالمال والجيش وقرار الحرب والسلم، السجون وفرق الاختطاف والوظيفة العامة والموارد وإدارة الشأن العام والخدمات.


 


علينا أن نضع الإصلاح أمام مرآة نفسه، اما ان يحكم ويتحمل كامل المسؤولية عن إخفاقاته، أو يتنحى عن صدارة المشهد، يسلم أجهزة السلطة المختطفة، ويعيد التموضع في خارطة الحياة السياسية كحزب، شأنه شأن سائر أحزاب وقوى الساحة.


 


الحزب بتعز، يدير كل مكنة الفوضى الجهنمية، التي تشهدها المدينة، وهو يقدم تعز كنموذج مصغر لسائر المحافظات الباسط عليها، وحان الوقت كي يكف عن هذه الازدواجية الفجة، ويسلم القرار وكل موارد الدولة، ويعود إلى حيث ينبغي ان يكون، حزباً شريكاً يتساوى مع الجميع، ولا يمارس الترويع والضغط والابتزاز، على كل ما سواه من مكونات.


 


* * *


 


حديث ومقابلة رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح بتعز، مع وكالة أنباء سهيل، تذكرنا بخطابات الخشب، من الحديث عن وهم الانتصارات، إلى تخوين الإعلام واعتبار النقد مكملاً للغزو الحوثي، وأخطر من طلقة الرصاص.


 


حديث يستحق أن نعود إليه بعد حين.


 


* * *


 


يجري الآن تحرير شيكات رواتب النازحين بعدن، يناير مارس، على أن تصرف عبر صرافة الكريمي.


 


إلى سلطات عدن أما آن الوقت لبحث آلية أُخرى لتسليم رواتب الناس، بعيداً عن مسلخ الكريمي غير الإنساني.


 


السلطة عليها اما ان تسلم الموظف راتبه عبر قناة أخرى، واما تلزم لصوصية بنك الكريمي، بالكف عن سرقة عُشر راتب الموظف، المسكون بالبؤس والجوع والقلق والضبح.


 


* * *


 


لا يُغضبنا لص المائدة، ولا يجرح إنسانيتنا سوط الجلاد، ولا نكره، سارق حفنة ريالاتنا من مكاتب صرافة مشبوهة، ما يُغضبنا، كل هذه المازوشية، حب تعذيب الذات، هواية الصمت، وثقافة الاتكال وعدم الغضب، وبلع الألسنة.


 


حرر صوتك من قيد الخوف، كي تكون إنساناً بذاتك، حر الإرادة لا صوت صدى.


 


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى