مقالات

العام السادس: حرب عبثية بامتياز

 


 


لماذا تصرخون حين يقصف التحالف صنعاء؟ لماذا تصمتون حين يقصف الحوثيون تعز؟


 


لماذا تبكون القتلى في صعدة وحجة وصنعاء؟ لماذا لا تذرفون الدموع على ما فعله الحوثيون في الحديدة وتعز وعدن؟


 


لماذا تصيحون على تدمير المنشآت المدنية اليمنية واستهداف المدنيين داخل اليمن؟ لماذا لا تشيرون إلى قصف منشآت النفط السعودية واستهداف المدن السعودية؟


 


لماذا تتحدثون عن انتهاكات طرف ولماذا تتغاضون عن انتهاكات الطرف الآخر؟


 


هذا الجدل وغيره من التساؤلات يملأ ساحات الصراع بين أطراف الحرب ويجند كل منهم أدواته للتبرير والدفاع عن فريقه.


 


ما زلنا منذ خمس سنوات ندور حول (البيضة ام الدجاجة)، من المخطئ ومن الذي يحمل الحق في تفسير حروبه!.. هذه -في نظري- قضية صارت متروكة لحكم التاريخ، وأي كلام ساذج حول أحقية وقدرة أدوات (الشرعية الحالية) في (استعادة الدولة) هو لغو كلام لأنهم فقدوا حقهم الأخلاقي والوطني في تمثيل الشرعية.


 


كما أن على الحوثيين أن يفهموا جيدا أن استمرار سيطرتهم بالقوة ليس صكا الهياً يمنحهم حق الحكم بدون توافق وطني عبر الانتخابات، وبدون ان يعترفوا بأنهم مواطنون مثلنا متساوون معنا امام الدستور والقانون والأعراف والتقاليد.


 


من اليوم الأول قلت -وغيري كثيرون- إن هذه الحرب عبثية ولن تنتهي بانتصار أو هزيمة، وإنها كانت تحمل في جوفها بذرة كل الدمار الذي نشاهده والأحقاد التي نراكمها والدماء الزكية التي تسيل أمام أعيننا.


 


لم يعد أمام اليمنيين –كل اليمنيين– إلا إعلان أنهم سئموا وكرهوا هذه الحرب المجنونة التي لم تبق إنسانا ولا حيوانا في أمان من القتل.


 


أما قادة الحرب فلا أشعر أنهم أبقوا شيئاً من ضمير يزعج منامهم!


 

زر الذهاب إلى الأعلى