ماذا أطالب في بلدي في زمن كورونا؟

 


في بلدي أطالب في البحث عن الرئيس أين أنت ؟! أين أنت ياصاحب الفخامة ؟! أين أنت أيها الرئيس الشرعي؟! أين أنت  من كل ما يجري  لنا من شقاء و عناء ولا سيما في زمن كورونا.


أقول له اتقِ الله يا رجل، صمتك وهروبك من الحياة ليس حلا لمشاكلنا. لا عذر لك أمام الله وقد وُليت أمرنا ،وأنت لا زلت على قيد الحياة وتتمتع بالصلاحية الدستورية في حكم البلد ، لا يغرنّك  المطبّلون الذين يزينون لك صمتك وغيبوبتك أنها حكمة و دهاء وسياسة، لا والله بل الحزم والصراحة و إقامة القانون والعدل وحل المشاكل الحقيقية وتطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين هو المخرج الذي ستتشرف به في تأريخك بدلاً من تحمّل وزرَ هذا التيه وهذه الكارثة التي نعيشها والتي ستكتب في جبينك ويكون أول من يرفع عليك عقيرتها هم شركاؤك اليوم. وبيننا الأيام.

في بلدي أطالب قادة المجلس الانتقالي التي سيطرت على الأرض أن تقوم بواجبها الذي يفرضه الواقع  فيتصرفوا كرجال دولة وليس كمليشيات ومجاميع مسلحة  ، ارسموا معالم الدولة التي توعدون الناس بها.


لا تجعلوا للخطاب العنصري بينكم، ابحثوا عن الكوادر المؤهلة لإدارة الأمن فأكثر الفشل اليوم في صفوفكم بسبب القيادات التي اكتفيتم بولائهم دون النظر الى أهليتهم.  أنتم مسؤولون عن المناطق التي تحت أيديكم وليس لكم عذر في توفير سبل الحياة للمواطن في حياته و أمنه ، فأحداث أغسطس هي من أدخلتكم هذا النفق. كيف تطردون  سلطة و لا تملئون فراغها.

 

في بلدي أطالب أن يضعوا الكمامات على أفواه الدبابات والمدافع والرشاشات  فقد سفكت دماء أبنائنا أكثر من ما يفعله كورونا  في العالم اليوم.


في بلدي أطالب بالحجر الصحي على الأطقم  ومليشيات الشوارع والأراضي فقد أفسدوا حياة الناس في شوارعهم ومدنيتهم ونهبوا حقوق الشعب.


في بلدي أطالب بالتعقيم للأقلام الملوَثة التي تبث الكراهية والعنصرية والمناطقية، وتمزق النسيج الاجتماعي بحثاً عن المال والشهرة.

في بلدي أطالب بالتعقيم لحسابات القادة كلهم بدون استثناء و تعقيمها وتطهيرها من المال العام والخاص فقد أفقروا الشعب وأكلوه لحماً وتركوه عظما.


في بلدي أطالب بحظر التجَوُّل للناهبين للأراضي، والفاسدين في عصابات الشرعية ، والمخربين في الأجهزة الأمنية لأن منعهم من الحركة هو مصدر أمان للشعب.فكورونا سببت لنا الهلع والخوف في جزء من الحياة و هو  ڤايروس لا يُرى بالعين، وهؤلاء أخذوا  جمال الحياة وزينتها ونحن نراهم أمامنا يتمتعون بحقوقنا ويتلذذون بها هم وأسرهم وشللهم وعصاباتهم.


في بلدي أطالب أولئك الذي يتباكون من إغلاق المساجد بسبب جائحة كورونا أن يستوعبوا فتاوى أكبر الهيئات والمجامع العلمية في العالم  الاسلامي في وجوب إغلاق المساجد و تعليق الجمعة والجماعة لأن الضرر متحقق بكلام أهل الإختصاص ، فهذه الفتاوى تضمنت الدليل والتعليل ووافقت التأصيل والتنزيل، و مع  ذلك لايزالون يتباكون ويحزّنون الأمة أنها مؤامرة على الاسلام والمسلمين، وينسون أن الأجر مكتوب لمن منعه العذر في أداء الواجب،  فهؤلاء لم يستوعبوا بعد لأن خطاباتهم عاطفية بعيدة عن الحلول الواقعية، فياليتكم بكيتم على المستشفيات الخاوية من الخدمات والمعدات  والكوادر الطبية وقدنُهبت من المسؤولين وخُرّبت من العابثين والمتسلطين.


ياليتكم بكيتم على بلاء قادم أفزع العالم، واستنفر الكرة الأرضية، و أنتم ليس لديكم مستشفى للحجر الصحي فلديكم مبنى عبارة عن  جدران وخشب مسندة لكنها خالية من وسائل الحياة و تفتقد لأبسط مواد التعقيم و أدوات المكافحة لهذا الوباء.


ياليتكم بكيتم على المواطن الذي تجوعه الدولة بعدم صرف راتبه فهو بين تسيّب دولة فاسدة وفاشلة، وبين جشع تجار يستغلون حاجته وفقره فيغالُون  في الأسعار في زمن الحاجة ويحتكرون في وقت الأزمات ، هلاّ أحيتم روح التعاون والتراحم في المجتمع  و سعيتم في هذه الظروف لتفقد المحتاج بدل النواح.

 انطلقوا الى المجتمع فليس دوركم فقط أن تصلوا في المساجد فالمسجد رسالته إنسانية وليست دينية فقط ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).

 

هذه مطالبي وأتمنى من كل مواطن أن يضع مطالبه في كل وسيلة يستطيع بها إيصال صوته فالحقوق تنتزع و لا تعطى.


 مقدم الطلب المواطن/ حكيم الحسني


٢٠٢٠/٤/٦


 

Exit mobile version