مقالات

لن يهتم بنا العالم بعد الوباء

 


 


 


أنت طائفي ومناطقي إذا صرخت أن مدينتك تعاني من نقص فاضح لكل الخدمات الأساسية.. والأغبى أن يكون الرد أن اليمن كلها تعاني!


 


تقول إنك تحب مدينتك، فتجدهم جاهزون بمصفوفات البذاءات المتوارثة وصارت حرفتهم الوحيدة التي اكتسبوها مع طول استخدامهم لها!


 


هو أسلوب قديم في الهروب إلى الانحطاط للدفاع عن الأخطاء وتبريرها!


 


أنا أحب مدينتي، وهذا لا يعني أني أكره بقية المدن…


 


أنا أحزن لوضع مدينتي وهذا لا يعني أن بقية المدن أفضل حالًا..


 


في كل الأحوال دفاعهم بهذا المنطق هو إساءة للنظام الذي يتصورون أنهم أصحابه وورثته!


 


**


 


‏لا تتوقف مليشيات الحوثيين عن إطلاق حمم الموت وحصد الأرواح.. ما فعلته قذائفهم في تعز من قتل وتمزيق لجثث سجينات لا حول لهن ولا قوة سيظل وصمة عار لن تمحوها التبريرات أو الاعتذارات!


 


ما الذي يمكن أن يدفع اي إنسان سوي لإرسال قذيفة إلى داخل سجن ليس فيه إلا نساء عزل.. مخيفة هذه الوحشية!


 


**


 


‏لا أحد من قادة الحرب العبثية مهتم بحياة الناس ولا ارتفع مستواه الأخلاقي إلى حد المطالبة بوقفها.


 


انشغلوا في رصد واحصاء أعداد القتلى وتقديم صور المساحات التي استعادوها او احتلوها!


 


سيصل الوباء بمتواليته الهندسية التي ضربت العالم الاكثر قدرة واستعدادا منا، وحينها لن تجدي التفاهات.


 


**


 


‏اليابان تحذر من احتمال انتشار الوباء بصورة سريعة!، بينما في اليمن العلاج هو الإنكار والتوجيهات والانفوجرافيك والتغريدات.


 


وقف الحرب وإعلان حالة طوارئ ضروري ومنع التجمعات نهائيا وإغلاق أسواق القات!


 


الخطر لن يرحم أحدا.


 


**


 


نشرت صحيفة الواشنطن بوست في 1 إبريل تحليلا بعنوان (فيروس كورونا سيعيد فتح الانقسامات الغاضبة في أوروبا).


 


تحدث التحليل عن خيبة أمل الدول الفقيرة (نسبيا) داخل الاتحاد الأوروبي من الإجراءات الأحادية التي اتخذتها الدول القادرة على مقاومة الكلفة العالية لمواجهة انتشار الوباء، وكيف ان هذه الدول انكفأت على نفسها.


 


وزيرة خارجية اسبانيا ارانتشا غونزاليز غردت (نحن جميعنا في الاتحاد الأوروبي فوق قارب واحد.. لقد اصطدمنا بجبل الجليد.. نحن جميعا نتشارك في المخاطر.. ليس هذا وقت للنقاش عمن يحمل تذكرة درجة اولى او درجة ثانية.. ليس هذا وقت التخلي عن المواطنين.. التاريخ سيحملنا مسؤولية ما نصنعه اليوم).


 


الأهم هنا هو أن الآثار المستقبلية المترتبة عن الوباء ستخلف في أوروبا اقتصاديات منهكة محطمة، وستثير رعب المستثمرين وارتفاعا في ارقام العاطلين عن العمل، وستمثل الخطط التقشفية انتحارا سياسيا لصانعي القرار، وستكون القارة بحاجة خطط لتحفيز الاقتصاد قد تقترب من المبلغ الذي خصصته الولايات المتحدة (2 تريليون دولادر).


 


أما نحن في اليمن فعلى الذين يتوهمون أن العالم سيتقدم لنجدتنا مواجهة الحقائق:


 


نحن شعب فقير، بلا موارد مثبتة، عاجزون عن حل خلافاتنا، غير قادرين على الإنتاج، نعيش عالة على العالم، ما من يمني الا وهو يبحث عن موطن آخر له لأهله، حكوماتنا فاسدة وفاشلة، بلا نظام صحي في أدنى متطلباته، حكامه تخلوا عن كل المعايير الأخلاقية والوطنية، بلد منهوب منكوب بطبقة سياسية فاسدة تبحث عن كوارث طبيعية وحروب لتنهب كل مساعدة محتملة.


 


بلد يتحول فيه المواطنون الى أدوات بيد قيادات مليشيات تقاتل من اجل الحكم والحكم فقط وتدعو الله ليل نهار الا تنتهي حروبها كأنهم وحوش آدمية…


 


هناك قائمة طويلة من الحقائق لا يتسع لها مقال ولا كتاب ولا مجلد.


 


الخلاصة انه في حين يبحث العالم في وسائل لتفادي كارثة الوباء وكيفية تحفيز الاقتصاد، ينسى اليمنيون انهم الى جانب كارثة الأوبئة التي سيعجزون عن مواجهتها، وأتمنى ان لا تضرب أي يمني، ما زالوا منشغلين في إحصاء أعداد القتلى اليمنيين وما دمروه، وكم من المساحات التي احتلها اليمني داخل الوطن او طردوا منها المحتل اليمني!


 


ستنتهي الحرب يوما وحينها لن يجد اليمنيون امامهم الا الخراب والدماء والاحقاد.


 


لن يأتي العالم لينقذنا، لأن أيا كانت مسمياتهم ودعاواهم فإن القتلة اليمنيين قرروا ان المواطن ليس الا كائنا رخيصا يمكن استبداله بمال ومنصب وجاه.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى