أسد عليَّ وفي الحروب متكتكاً!
يبدو أن الألوية العسكرية التي يقودها الإصلاحيون في جبهات القتال دورها المحوري هو القيام ب(انسحابات تكتيكية)، ولأن الدور القتالي كلفته لا تتوفر لدى ألوية قرارها بيد التجمع اليمني للإصلاح، وقرار الإصلاح بين السعودية وقطر -فإن النائب البرلماني شوقي القاصي، ومن مترسه في (جبهة تركيا) يناشد العميد طارق محمد عبد الله صالح أن يقوم بتحرير اليمن من (الحوثيين) واعداً إياه بأنه سيقوم بمناشدة الألوية العسكرية بتعز كي تقوم بدور الإسناد من خلال المناوشة من خلف الطربال الفاصل بين وهمين محتربين، فالمحور هناك مشغول بتوجيه ضربات استباقية ل(الخلايا النائمة) من المفسبكين الصحفيين!
عقود عديدة من تنامي وجود الإخوان المسلمين في الجيش؛ قادة للفرق والمحاور والألوية والكتائب والسرايا والفصائل ومن سيطرتهم على أجهزة الأمن، ومع ذلك مستمرون في تبرير دورهم في الانسحابات التكتيكية بقولهم إنهم لم يؤسسوا جيشا بعد فالخمس السنوات لا تكفي لمزيد من كشوف لجيش وهمي!
وكأن دورهم محدد في تخصيب المجال لما يسميه الناطق الرسمي لتجمع الإصلاح عدنان العديني ب(التجاور السياسي والاجتماعي) كمصطلح مخملي للتجاور الطائفي!
الإصلاح يطالب بالمزيد من السنوات ليؤسس جيشاً، وربما يكون الوقت المطلوب استقطاعه للحصول على منفذ بحري لدويلته الطائفية حينها سيكون جيشه المتخصص ب(الخلايا النائمة) من المفسبكين جاهزا لإحكام قبضته على إمارته، ويستطيع أن يفاوض على ميثاق التجاور الطائفي بوجهيه السياسي والاجتماعي!
ويطالب حسين العزي (قيادي حوثي) من الناس أن يصبروا عليهم عشر سنوات إضافة إلى الخمس السنوات التي مضت كي يحققوا لهم معيشة رغدا، فتهيئة أرضية التجاور السياسي والاجتماعي ليست سوى استقطاع للوقت من وعلى زمن الحرب!
الغائب في هذه الحرب الطائفية هو المشروع الوطني الاجتماعي الجامع، ولأنه لا يوجد في المدى المرئي من يحشد الناس خلف وطنية ومشروع اجتماعي يحقق العدالة المؤسسة على المواطنة ووحدة الأرض والإنسان-فإن ما هو متاح في إطار المعاش ليس سوى تناسل للحرب دون أفق وطني أو توافق طائفي يتم التمهيد له تحت عناوين مخملية (التجاور السياسي والتجاور الاجتماعي)!!!