مرة أخرى يعود خاطفو الشرعية للتصعيد وهذه المرة في سقطرة المسالمة الآمنة المتعايشة مع نفسها وأهلها.
كل العالم يحشد الطاقات ويعد الخطط ويجند الممكنات لمواجهة وباء كورونا الذي يلتهم يوميا عشرات آلاف الأرواح في ظل عجز أقوى القوى الدولية عن إيقافه، لكن خاطفي الشرعية اليمنية، المسترخين في فنادق المواجهة يشعرون بالأمان فهم في محاجرهم الصحية المجانية منذ خمس سنوات، ولا شيء يهمهم مما يهدد البلاد والعباد شمالاً وجنوباً، بل لقد راحوا يسخِّرون ما استحوذوا عليه من مراكز في السلطة المركزية والمحلية لمقاومة الشعب بدلاً من أن يقدموا له اللقاحات والأدوية ووسائل الوقاية وغيرها من الاحتياجات الضرورية في هذا الظرف العصيب.
إنهم لا يفكرون إلا بمزيد من التوسع والنفوذ ولا في ظل فشلهم المزمن عن تقديم أبسط الواجبات المناطة بهم.
والأدهي من كل هذا أنهم يسلمون المدن والمعسكرات للحوثيين، وقيل إنهم يتفقون معهم على مبدأ الاستلام والتسليم كما يبيع الحانوتي بضاعته لمن يدفع أكثر، لكنهم يتنمرون على المواطنين الجنوبيين الذين لقنوا الحوثيين أقسى الدروس وجرعوهم أمر الكؤوس.
محافظ سقطرة الذي يصفونه بالمدنية والبساطة والأهلية خرج بتصريح ناري يهدد فيه ويتوعد الجنود والضباط الجنوبيين الذين رفضوا الخنوع والاستسلام لجماعات الفساد والاستبداد والارتهان، في تصرف ينم عن أن خاطفي الشرعية لا وظيفة لهم سوى الاستحواذ والهيمنة وتسخير المناصب والمواقع والوظائف للمصالح الحزبية الصرفة، تماما كما فعلوا منذ ابتلى الله اليمن بهم وأوصلوا البلد إلى ما وصل إليه من الخراب والهوان والازدراء في نظر كل العالم.
يا هؤلاء!! دعوا سقطرة وشأنها واتركوا أهلها ليحلوا اختلافاتهم وتبايناتهم بطريقتهم وبوسائلهم وبثقافتهم المعروفة ووفروا على أنفسكم لغة التنمر والهنجمة لتواجهوا بها من عبث ببلدتاكم واستبد بأهل مدنكم وأريافكم وصادر ممتكاتكم وهو اليوم يشرع في إصدار أحكام الإعدام بمثقفيكم وإعلامييكم وبرلمانييكم وأنتم مشغولون بسقطرة وشبوة والمهرة، ولا كأنكم تعلمون.