(رحمك الله يا زوجتي الحبيبة.. ورحمك الله يا ولدي وقرة عيني.. ورحمك الله يا بنتي وأمنيتي، ورحمك الله يا ولد أختي.. رحمكم الله وأسال الله أن يجمعني بكم في أعلى درجات الجنان.. إنا لله وإنا اليه راجعون. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. الحمد لله على كل حال).
بهذه الكلمات القوية والمحتسبة والراضية بقضاء الله وقدره رثى ابن كريتر ياسر عبد الحكيم اليافعي، المغترب في السعودية، زوجته وابنه وابنته وابن اخته الذين جرفتهم سيول الأمطار في كريتر بمدينة عدن هذا الأسبوع.
ابنه الصغير جرفه السيل ووجدوه ميتاً في جولة الميدان عند مقاهية (زكو). ابنته الكبرى التي نجت أخبرت أباها بالجوال وقالت له: “لقد شفت أمي وإخواني يموتون قدامي”. يا الله أي مصيبة حلت على هذا الرجل.
فنسأل الله أن يربط على قلبه وأن ينزل عليه صبر أيوب، وأن يخلف عليه خير خلف، وأن يجمعه بهم في مستقر رحمته..
السيول التي حدثت هذا الأسبوع في عدن كشفت أن الحكومة اسم فارغ من محتواه، حكومة فساد لا يرجى منها خيرا ولا تقدم ولا تؤخر غير نهب أموال الشعب، ويرأسها شخص ضعيف لا يصلح مدير مدرسة، ووجوده في عدن مع بعض الوزراء كارثة كبيرة..
خلفت السيول تهدم أكثر من مائتي منزل، وعشرات الأسر تشردت، ووفاة ثلاثة عشر شخصاً ضحايا الإهمال ومصابين بالمئات، والحكومة توزع نفقات على أصحاب النفوذ وهبات هنا وهناك.. ثم لا يريدون من شعب الجنوب أن يغضب عليهم..
هذه الحكومة لم نر منها شيئا في الخدمات، الفقراء في عدن يتسولون المنظمات والجمعيات الخيرية ولا يقف بجانبهم سواهم ومركز سلمان والهلال الإماراتي..
الناس لم تعد تستطيع أن تقاوم الغلاء والفقر، والتضامن الاجتماعي مفقود. أصحاب الخير لم يعودوا كما كانوا زمان وقليل منهم من يقوم بنشاط خيري. ومع دخول رمضان يزداد الأمر سوءاً.
من يتحمل كل هذا العذاب، وما هي مهمة الحكومة غير إشعال الحروب والانتقام من عدن؟!
الأمر الآن يحتاج من أبناء عدن تشكيل لجان خيرية في الأحياء كي يعينوا بعضهم البعض ولو بالمواد الغذائية، فلا أحد سيقوم بمساندتهم غير ضميرهم الحي الذي كشفته كارثة السيول الأخيرة، حيث كان الشباب ينقذون الأطفال وكبار السن والنساء وحتى الكلاب تم إنقاذها في مشهد جميل يعبر عن روح عدن الطيبة والسماحة التي في قلوبهم والتي لم تختف رغم كل الحروب والكوارث.
روح عدن وضميرها وفنها محفور في القلوب، ما ينقصهم سوى حكومة تساوي هذا الخير وهذا الضمير، ويجب أن يتعاونوا لذلك..