عدن بين نكبة السيول ودولة اختنقت بقيادات فاسدة
امتلأت صهاريج عدن بالمياه، ففاضت في طرقاتها، ودفنت الأمطار أزقة كريتر شرقاً.. وتقافز الماء من رؤوس الجبال إلى التواهي غرباً.. أما جنوباً فما وراء الجبال إلا البحر..
كان بعض الناس قد بنى بيته داخل الصهاريج، لأنها جفت من زمان..
سكن الناس في مدارب السيل.. ضاقت أحوالهم، واختنقت دولتهم بالقيادات الفاسدة التي تكتفي من المنصب بتحسين ظروفها الشخصية، فصارت طرقات السيول بيوتاً.
وفي المنصورة والشيخ والبريقة طرق أخرى للمطر، لكن بُعدها عن “الصهاريج” آلهة الخصب الأولى في عدن.. جعلها أقل مأساوية.. لكنها لليوم لا تزال تعاني الماء في الطرقات..
عدن بحاجة لـ”دولة جديدة لنج”.. تمحو أثر أي سلطة لا تقدس احتياجات الحياة.
“عدن” مدينة الناس.. لا يجدي فيها إلا دولة للناس.
في دار سينما بالخساف، 2014 شاهدت مسرحية خليج عدن “صرف غير صحي”.. حيث دارت كل صراعاتها داخل “زولي”.
وهكذا الأطراف السياسية الآن، بقيادة الأشقاء ما خرجوا من “الزولي”.. والخساف غارق في معاناته..
الحي العدني العتيق، حيث هرب أصول العالم من تراتبياتهم إلى “جبل يأويهم، فأعاد “الخساف” تعدينهم صنفاً عدنياً خالصاً من المعتمدين على أنفسهم في طابور طويل من التحديات، والفنق والتحافة والتهكم..