من رسائل كورونا
ان انتماءنا جميعًا إلى أصل واحد وعالم واحد وطبيعة واحدة.. فلا حدود الأوطان ولا الجنسيات ولا الأديان ولا الأعراق والهويات التي نتمترس خلفها تجعل أحدًا منا مخلوقًا مختلفًا في طبيعة التكوين ومتطلبات الحياة..
نتمنى أن يقوّم (كورنا) مسار حياتنا ويصحح تلك المفاهيم البائسة؟!
* *
تؤكد جائحة كورونا أن “أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف” هما النعمتان اللتان تقوم عليهما حياة البشر، وإليهما تعود أسباب سعادة الإنسان.
فهل ستركز الدول على الجوانب الإنسانة العابرة للثقافات والأوطان؟
وهل سيدرك الحمقى أن العناوين العصبوية التي يمجّدونها مجرد هراء لا يحمي أحدا منهم؟!
* *
المدرسة واحدة والعقليّة واحدة..
كما يستميت بعض المتدينين في تسخير جائحة «كورونا» للتأثير على أتباعهم؛ يستميت دعاة اللادين في التنفير عن الدين والمشاعر الرُّوحية.
ولو لا أن الجائحة بدأت من (الصين) وأضرت بدول الغرب أكثر من غيرها، ولم تفرق بن موحد وملحد؛ لقالوا: إن الأنبياء هم من جلبها، ودُور العبادة هي التي أنتجتها!
أيها الأصدقاء.. صحيح أن المسألة مادية والتعامل معها يجب أن يكون كذلك، ولكنها في نفس الوقت بعين الله وتحت قيمُومَته، ولا تخرج عن نظام الخَلق وتسيير حركة الكون ومقادير الحياة..
فالبلاء موجود مما خلق الله، وعلاجه موجود فيما خلق الله، وليس للإنسان فيه إلا أن يكتشفه بالبحث ودراسة الأسباب، لا أن يُوجده من عدم، ولا أن ينتظر معجزة تأتيه من السماء.