“الجنوب” هو العنوان الوحيد للتوجهات الشعبية المناقضة للحوثية.
الجنوب وحده، شعب رفض ويرفض “الحوثية” كذراع للتسلط والكهنوت.
حتى قبل أن يأتي الجيش الإماراتي فإن الإرادة الجنوبية هي التي أعاقت بدون أي إمكانيات السيطرة الحوثية..
شمالاً جرف الحوثي دولة بقضّها وقضيضها، مر على آلاف الإمكانيات والقدرات.. مؤسسات مدنية وعسكرية، قيادات رسمية واجتماعية، مليارات من الأموال.. كلها لم تنبس ببنت شفه.
باستثناء حركة صغيرة كانت في تعز، منعته من الحجرية فإن الحوثي سيطر على الشمال بلا حرب وإرادة شعبية.
في عمران كل القوى مع الناس تركوا بيت الأحمر، باعتبارها هي من كانت ستستفيد لو انتصرت..
تمر على شوارع عدن، فترى مئات الأسماء شهداء ومثلهم الأحياء، الذين صنعوا النصر كلهم أسماء مجهولة.. شباب، فقط وصلهم عون التحالف فاكتملت إرادتهم..
فالجنوب، كان قد تم تجريفه من كل الرموز التاريخية، ومن بقي كان عبارة عن دندولا في شرعية مهترئة..
انتصر الجنوب، ليس لدعم التحالف.. بل لأنه قضية شعبية حصلت بعدها على دعم الأشقاء.
وهذه القضية بعدها هي التي مدت المقاتل اندفاعة شرقاً وغرباً..
من يكترث للنصر على الحوثي سيرى هذا حداً أساسياً لن يتنازل عنه ولن يقبل بأي مس له مهما كان السبب.
من الجنوب أو من الشمال، من الإمارات أو السعودية.. سيجعل مصلحة “الجنوب” هي نقطة الارتكاز الأولى باعتبار هذا الجنوب هو طلقة المدفع والبندقية، وهو الكلمة والآية.. وهو الفكرة والآلة..
حرب اليمن مع الحوثي ليست انقلاباً وسلطة وحسب، هي حرب دين ودنيا، هي معضلة اجتماعية وكارثة حتى عقلية..
والجنوب.. الجنوب.. الجنوب، هو العنوان.
ولولا المجلس الانتقالي، لما تماسكت عدن واستقبلت الجيش السعودي.
ولولا فساد الشرعية ما رفع عدني صوته بكلمة ضد السعودية.