“الشرعية” واستثمار الفوضى والحروب
أهلك “تحالف الشرعية” الشمال قبل الجنوب.
لم يتحمّل الشمال الشرعية سوى 3 سنوات، أما الجنوب فهو يحاول معها منذ 9 سنوات، إضافة لأصواته لما قبلها.
حتى “الإدارة الذاتية” يمكن أن تكون هدية جنوبية لإصلاح الشرعية، لكن الشرعية جلد ميت.
هي عدوة الشمال والجنوب، وعدوة التحالف، وعدوة نفسها.
هناك مخاطر وأطماع ومواجع تراكمت بفعل فساد الشرعية.. والشرعية تثق بإرثها الفاسد على الصمود وهزيمة أي طرف وطني يريد خدمة الناس.. وهنا التحدي أمام الانتقالي وغيره.
الوحدة ليست منجز “الزعيم” الوحيد الذي أسقطه تحالف هادي والإخوان والحوثيين.
اليوم نقاتل للحصول على كهرباء وطريق وماء ودواء.
هادي هو من انفصل عن دولة الزعيم أما الانتقالي ما عاد لحقها.
فكروا في كيفية نجاح إعلان الانتقالي لما فيه خدمتنا جميعاً جنوباً وشمالاً إن كنتم وطنيين فعلاً.
اليمنيون لهم سنوات يدعون دولة الشرعية تسمع فقيرهم ومريضهم..
يدعونها تبطل فساداً..
يدعونها تخدم الناس وتبطل تسرق مرتباتهم..
يدعونها تقيل عثرات المقطوعين منهم في الشتات.. آخرهم مشردو كورونا، ومتضررو سيول عدن..
وهي ولا يهمها.. ما كأنها تسمع، فقط تجمع الأموال..
واليوم نعم تدعو”أبناء شعبنا اليمني فوق كل أرض وتحت كل سماء”..
قسماً ما عاد أحد دارياً بك ماذا تعملين..
تخيلوا أنها اليوم اكتشفت “المخاطر المحدقة باليمن أرضاً وإنساناً”.. باقي تكتشف أنها هي أم المخاطر وأبوها.
“الإدارة الذاتية” عنوان عقلاني أبقى الانتقالي ضمن أهداف التحالف العربي، مع تحمل مسؤولية خدمة الناس في عدن الذين لا أحد يعلم لماذا كل هذه العداوة الفاجرة ضدهم من قبل الشرعية.
هو إعلان مثل العلاج بالكي بعد رفض الشرعية إصلاح نفسها.. والعلاج مهما كانت آثاره الجانبية يبقى علاجاً.
اقبلوا بالإدارة الذاتية وادعموا الانتقالي كي ينجح ويقدم تجربة أفضل لخدمة الناس، وسيصب ذلك في صالح الحرب على الحوثي واستعادة الشمال.
احفظوا للجنوب وحدته واستقراره ومصالح مواطنيه، وسيكون عوناً وطنياً قومياً، ويمكن احتواء أي أخطاء..
يكفي عنجهية وصلفاً تحت أي شعار كان.
الذين يقارنون الانتقالي بالحوثي، حدثوا الشرعية إذاً.
“شرعية” تواصل فشلها في احتواء المشكلات، ما هي الجدوى منها؟ ما هي أصلاً..
إن كنتم، فعلاً، وحدويين، فإذاً الشرعية هي من مزَّقت اليمن مرتين وثلاثاً.. خذوا على أيديها وإلا فإنها ستواصل مشروع التمزيق والتصارع والفوضى..
في جزء كبير من قبول الناس للحوثي في 2014 هو التعب من فساد الشرعية.
ولولا أنه مكون محمَّل بعقيدة دينية خاصة به تناقض عقيدة اليمنيين وهويتهم أنه كان انقلاباً ناجحاً، ليس -فقط- لإدارة صنعاء بل لإدارة اليمن كلها.
البديل لنجاح الانتقالي في الجنوب، ليس الوحدة لا مع الشمال ولا الجنوب بينه البين.. البديل هو فوضى أعمق وأكبر وأسوأ وبرعاية الشرعية التي هي عبارة عن مستثمر للفوضى والحروب..
من يحدِّد نجاح الانتقالي هو الانتقالي نفسه أولاً..
فلينسَ كل الأطراف ويركز، فقط، في خدمة الناس وخلق وعي جنوبي جمعي يقدر اللحظة..
بحاجة لخطاب يستحث الجنوبية كهُوية وكمشروع، يتكاتف فيه الجميع لبناء قدرات الوطن وخفض الأطماع الشخصية التي عبثت بالجنوب من 90 وإلى اليوم.