مقالات

الجمهورية الواتسآبية

 


 


 


تأسست جمهورية الواتساب في العام 2015 وهي جمهورية منشقة عن الجمهورية اليمنية، لا تملك رقعة جغرافية حقيقية ولها حكومة وهمية مكونة من مجموعة مسؤولين يسكنون في دول عديدة متباعدة، لديهم آراء وسياسات مختلفة تجمعهم مصلحتهم وتفرقهم مصلحة المواطنين.


 


رئاسة الوزراء هي (جروبات) بأسماء الوزارات، والإشراف على هذه المجموعات يكون بقرار جمهوري يسمح لك بإضافة أي موظف أو صحفي أو تابع لسياسة لا تتنافى مع سياسة المجموعة، وهذه ميزة حصرية للوزير طبعاً.


 


ليس عجيباً أن نسمع بجمهورية كهذه، فكل مسؤول في الحكومة يجلس في بيته من قبل كورونا حتى، ويدير أعماله عبر مجموعة في الواتس، يصدر قراراته عبر هذه المجموعة وتكون قرارات الفصل بإزالة المتمرد من المجموعة أولا، وبعد ذلك إرساله نسخة pdf لقرار الفصل إلى رئيس الجمهورية للموافقة على نشره بالاستوري الرسمي للجمهورية.


 


الواتساب هو مكان مزدحم باللقاءات بين المسؤولين وهو الطاولة التي تناقش بها مصالحهم وإجراءاتهم وما إلى ذلك من مستجدات تحديث التطبيق واستخدام الإيموجيز الرسمية بدواوين الوزارات.


 


هذه الحكومة فقدت القدرة على إدارة البلاد في أرض الواقع فتحولت من حكومة واقعية إلى حكومة وهمية، بينما تموت بلادنا بالحروب والأمراض والأوبئة، وتغرق بالسيول، يجلس المسؤولون على حساباتهم الواتسآبية الغارقة بالرسائل والشكاوى والمعاملات المعلقة منذ زمن طويل، قد تكون طريقة مبتكرة لإدارة البلاد لكنها فاشلة وهذا ما أثبتته لنا الأيام والقرارات والبيانات التي كان مفعولها ينتهي عند آخر إعادة توجيه للرسالة في الواتس.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى