مقالات

تهجير الجناة في تعز تكريماً للجريمة

 


 


 


قبل أيام داهمت مجاميع من الجيش والأمن والشرطة النسائية ومن الحشد الشعبي منزلاً في حي الشماسي بتعز قبل الإفطار بنصف ساعة وحاطت منزل صادق المخلافي الذي توفي في مصر قبل شهر ونصف بالطقومات، دخلت المنزل بالقوة، فتشوا البيت، قبضوا على سبعة أشخاص كانوا حول مائدة الإفطار خمسة منهم إخوة لبعض، واعتدوا على النساء، وعلى الطلاب السبعة بأعقاب البنادق، وظلت عربات الجيش والشرطة تحاصر المنزل إلى اليوم التالي دون مسوغ قانوني.


 


المتهبش الجديد منصور حزام


قبل رمضان ابتاع أولاد المرحوم صادق المخلافي من أبناء عزلة مخلاف أسفل مديرية التعزية بيتاُ في الشماسي، وطالتهم جراء ذلك تهمة التحوث من أجل نهب المنزل بحجة من أين لك هذا، فيما السبعة المخطوفين مجرد طلاب في كليات الطب والهندسة والعلوم الإدارية، ولديهم مستوصف في برطاس قريتهما من مخلاف أسفل دون أدنى صلة لهم بالحوثي أو بالإصلاح، فهم أناس ديدنهم العلم فقط، بسطاء.


كان لقب الصوفي كفيلاً لسلطة تعز الخطف الإجرامي والاعتداء والترويع للنساء ونية مصادرة البيت وألصقت بهم تهم كمحاولة اغتيال منصور حزام مسؤول التوجيه المعنوي في اللواء، لكن الرأي العام الذي ضج والذي يعرف مصداقية أولاد الصوفي أجبر سلطات المقر جراء الهجوم اللاذع على الإفراج عنهم بعد أربع ليال والعمل على إحالة القضية إلى تحكيم قبلي قام به بعض قيادات في تعز منهم المحمودي والوكيل المخلافي وصادق معيض المقرب من حمود سعيد المخلافي.


 


الصرخة تهمة كافية في تعز


كانت هناك تهمة إضافية للطلاب وهي الصراخ بالصرخة رغم أكذوبة الحادثة فلم يصرخ أحد ومن شاء أيضا صرخ وزوامل الحوثي تملأ أذن المدينة في تعز، لكن النية المبيتة جعلت من تهمة الصرخة عذرا كافيا للاعتداء على حرمة المنزل والنساء الضعيفات بالمنزل وبعد الافراج عنهم يوم الاثنين قامت لجنة التحكيم الثلاثاء مع المعتدى عليهم في تعز بتهجير البلطجي منصور حزام إلى بيته دون مسوغ قانوني أو عرفي، وعلى رأسهما الوكيل المخلافي كذلك صادق معيض، وجمع من القيادات.


 


لكن للحكاية وجه آخر


الحكاية، قبل عام ويزيد، كان عبداللطيف محمد عبدالواحد عائداً لدفن زوجة أبيه المتوفية في البلاد، تعرض الشاب الذي يدرس في كلية الهندسة مستوى ثالث لإهانة في نقطة للحوثيين بمدخل البلاد، في الدعيسة.


الطالب عبداللطيف الذي لم يحتمل وجع الإهانة جمع رفاقه بالسر وذهب وهاجم نقطة المليشيات خارج مخلاف، قام بعمل لم يعمله أحد من قبله أو من بعده، ولكن نفدت الذخيرة وقتل من رفاقه أحدهم وأسروه، وبعد شهر من أسره لفظ أنفاسه، عبداللطيف سن سنة في البلاد لم يسنها أحد، حين تخاذل الجميع أخذ حقه وإن قتلوا رفيقه وأسروه ثم قتلوه في السجن فقد أخذ بحقه وقال لا بوجه الكهف، وهو الشاب الصغير، عبداللطيف.


سجلت البلاد هذه الملحمة، ملحمة الشاب المخلافي الذي دون بروحه الشجاعة والأنفة والرجولة، لكن عبداللطيف هو أخ وابن عم السبعة المختطفين، آنذاك، في سجون الإصلاح، فهل يعاقبهم الحوثي داخل مدينة تعز؟


 


المتهبش في محل رفع


بعد بطلان التهم وخروج السبعة من السجن يوم أمس فوجئنا بما قررته السلطة في تعز من تهجير للمتهبش الجديد منصور حزام، وضجت وسائل التواصل الاجتماعي جراء ذلك التصرف الأرعن، وكتب فهمي مارش معلقا على ذلك “كل القيادات الأمنية والعسكرية والشخصيات الاجتماعية بتعز عملوا وصلة لمنصور علي حزام لأنه اقتحم منزل أولاد المرحوم صادق المخلافي.


 


وبعد أن عرف جميع أبناء تعز بمن فيهم القيادات التي وصلت منصور أن الخلاف شخصي ولا علاقة له بالسياسة ولا بالتحوث ولا بشيء، المهم أنهم يشتوا يبيضوا صفحة منصور علي حزام وإلا فاقتحام البيت وإفزاع النسوان وحبس ستة من الأسرة وأصدقائهم بتهمة التجسس ومحاولة الاغتيال هذه قضية لحالها، المهم أنت في تعز، واحد يعمل الخبقة وخمسين مسؤولا يرقع بعدك، حكم الإصلاح بتعز “من حكم بني مطر بسوقهم”.


 


الجيش وسلطة المتهبشين


من خلال الانتهاكات المتواصلة في مدينة تعز والتي تدار من قيادة الجيش ظهرت أسماء تستخدم الألوية فقط لنهب المنازل ولتصفية الحسابات مع الآخرين، فمن وهيب الهوري الذي ينهب منزل الشميري في العسكري، إلى الخزرجي عارف الذي نهب من قبل منازل بيت هائل سعيد ومنزل الشاعر مهدي أمين واعتدى بالضرب على محمد شمسان، إلى منصور حزام مسؤول التوجيه المعنوي في تعز والذي حاول بالتهم الباطلة نهب منزل صادق المخلافي.. تتضح لنا حقيقة الجيش الذي من معركة تحرير تعز تراجع إلى معركة تحرير البيوت من ساكنيها والأراضي من مالكيها، وقتل الأبرياء..


 

زر الذهاب إلى الأعلى