لا صوت يعلو فوق صوت المعركة!!
هذا هو منطق القتلة لأن محاربة الأوبئة وتشغيل المستشفيات ليس أولوية قبل حسم المعركة وليس أهم من توزيع صور القتلى والمعدات المنهوبة!
ستنتهي المعارك العبثية وسنكتشف هول ما احدثته من دمار وما سفكته من الدماء اليمنية، لكن هذا لا يشغل بال القتلة!
اليمني ليس معنيا بالحرب القذرة الجديدة بين طرفين يتنازعان شرف تنفيذ (اتفاق الرياض) فهي لا تهدف إلى تحقيق مصالحه ورعايته.
الوقاحة أن كل طرف يتباهى بإعلان أعداد القتلى من الطرف الآخر، ثم يزعمان أن هدفهما هو الوطن والتعبير عن حبهم له هو بقتل يمني آخر!
مبلغ الانحطاط الراهن غير مسبوق!
المعركة الجديدة تفريعة من الحرب الكبرى التي لن تنتهي إلا بعد تشظي البلاد إلى مجموعة قرى صغيرة تتولاها مليشيات غير منضبطة، ويعيش فيها المطحونون جوعًا ومرضًا وفقرا وجهلا تحت سلطة غبية.
خيارات اليمني تتضاءل أمام جنون حملة السلاح.
مشهد يعيد إلى الذهن رواية (مزرعة الحيوان)!
استمرار المعارك لن يحقق هدفا وطنيا مهما حاول البعض اضفاء البطولة على الطرف الذي يسانده، ولا علاقة لها باستعادة الدولة ولا اتفاق الرياض.. هي امتداد لصراعات الماضي لا أكثر ولا أقل.
التفاخر بأعداد القتلى والمعدات المدمرة والمنهوبة والمسافات التي يتقدم فيها القتلة، فضيحة أخلاقية.
التعامل السياسي في اليمن مع وباء يجتاح العالم مؤشر على المدى الذي بلغه انعدام الشعور بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية تجاه المواطنين المعرضين لأوبئة كثيرة.
نقص الخدمات الطبية الأساسية وإهمال الحكومات ليس مفاجأة اليمنيين منذ عقود، الجديد هو أنهم صاروا رقما مهملا عند حكومتي صنعاء والمهجر.