مقالات

معركة قرن الكلاسي  .  . . هل ستكون الأخيرة؟؟!!

 


 


لم يكن أحدٌ يتمنى أن تندلع المواجهة المسلحة بين أبناء الأرض الواحدة والوطن الواحد والشعب الواحد والمصير والمستقبل الواحد, لكن أصحاب نظرية “المفسدة الكبرى والمفسدة الصغرى” لم يدعوا الجنوبيين وشأنهم بل راحوا يستدعون بعض مكنونات العقل الباطن لدى بعض المسنين من أهلنا أبناء الجنوب، ليستدرجوهم في معارك خاسرة ضد أهلهم لن يكون فيها رابح ولا منتصر إلآ أصحاب نظرية “المفسدة” وحدهم.


 


في منشوري هذا أستعجل في تسجيل مجموعة من الرسائل في ضوء ما شهدته محافظة أبين من مواجهات بين قوات قادمة من مأرب وخولان والجوف يدعمها بعض المحسوبين على شرعية الرئيس هادي من أبناء أبين، وبين المقاومة الجنوبية وقوات الحزام الأمني في المحافظة.


 


بعض رسائلي هذه هي تكرار لرسائل سبق وأن نشرتها مراراً، أتمنى أن يتم التعامل معها بما تتضمنه من حسن نية وحب وانفتاح على أبين وأهلها كلهم وعلى جميع أبناء الجنوب.


 


1. لقد لاحظت صوراً عديدة لنتائج المعارك التي لم أكن أتمنى أن تجري ولا أن أرى صورها ونتائجها المؤلمة، ومن بين ما تم نشرهعل وسائل التواصل الاجتماعي صورٌ لقتلى وجرحى وأسرى من الطرفين، وهنا أتوجه إلى الجميع، وأخص أبنائي وإخواني من رجال المقاومة الجنوبية: احترموا كرامة وإنسانية الضحايا من القتلى والجرحى، احتفظوا بجثث القتلى وعالجوا الجرحى ووفروا لهم الرعاية الإنسانية اللائقة.


 


2. احترموا الأسرى وعاملوهم معاملة الأخ للأخ ووفروا لهم ما تقتضيه حياتهم وإنسانيتهم من مأكل ومشرب وملبس وأمان وعلاج للمرضى منهم ولا تعرضوا أحدا منهم للإهانة والمساس بكرامته.


 


3. من بين الأسرى كان أحد أبناء المناضل علي محمد القفيش الذي التقيته عشرات المرات في صنعاء وتناقشنا مع جنوبيين آخرين في عشرات القضايا من بينها القضية الجنوبية ووجدنا توافقات في معظم هذه القضايا، ولأن المقام ليس مقام التحليل والشرح والاستعراض ولا مقام العتاب واللوم فإنني أكتفي بدعوة المناضل القفيش إلى مراجعة مواقفه باتجاه ما يجعل منه عنصر توازن وحفظ لأرواح الناس من أبناء أبين وكل الجنوب وقبل كل هذا أبناؤه وأهله، فمثلما يمكنه أن يكون سبباً في ما يلحق الضرر بالجميع يمكنه المساهمة في فعل الخير للجميع، أما بالنسبة لابنه الأسير وهو برتبة قائد لواء فقد بلغني أنه في مأمن بأيدي إخوته من رجال المقاومة الذين تعهدوا برعايته واحترام كرامته وعدم السماح بتعريضه لأي أذى جسدي أو معنوي مثله مثل بقية الأسرى.


 


4. ولإخواني وأبنائي المغرر بهم من أبناء الجنوب أكرر ما قلته منذ يومين: إن أصحاب نظرية ” المفسدة” لم يأتوا لينصروكم ولا حتى لينصروا شرعية الرئيس هادي الذي هددوه عشرات المرات منطلقين من مبدأ “نحن من صنعناك رئيساً” إنما جاؤوا ليستخدموكم أدوات في مواجهة أهلكم الجنوبيين فإن فزتم فالفوز لهم، ولن تنالوا من ثماره إلا الفتات (وما حرب 1994م عنا ببعيدة) وإن خسرتم فتحملوا تبعات الخسارة وحدكم وسيعودون إلى ديارهم آمنين مؤمنين.


 


5. ومن هذا المنطلق فإنني أدعو كل  الشباب البسطاء الذين انخدعوا بأكذوبة الحفاظ على الشرعية وانساقوا وراء جماعات الغزو القادمة من مناطق مأرب وخولان وعمران والجوف وذمار وسنحان إلى التعلم من تجربة زملائهم الأسرى والجرحى والشهداء الذين دفعوا ثمن حماقة وتهور القادة الحمقى، وذهب بعضهم أدراج الرياح، بينما هرب القادة خوفاً على حياتهم وعلى الغنائم التي ربحوها من وراء هذه المعارك العبثية، .  .  .  .أدعوهم إلى العودة إلى أهاليهم والاستمتاع بالحياة التي وهبها الله لهم لينعموا بما فيها  من خيرات بدلاُ من السير وراء أوهام الواهمين والمجازفة بحياتهم ومستقبلهم على المغامرات الخائبة لهواة العبث  وزُرَّاع الكراهية.


 


الكرامة والعزة لا يصنعها المغامرون والهاربون ولا يهبها الغزاة والمتفيدون ولا تأتي هدايا مجانية من الباحثين عن الغنائم وناشري “المفاسد” بل تصنعها سواعد أهلها وعزائمهم وكفاحهم وإراداتهم الحرة وانتمائهم إلى شعوبهم وليس البحث عن شعوب بديلة وشكراء مستوردين.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى