في إطار الترويج الإعلامي لفيروس كورونا، نصيحتي إلى المهتمين بنشر اجتهادات التوعية الصحية وفلسفات التنظير لكورونا:
لا تبالغوا بحملاتكم وتجعلوا منشوراتكم تصيب الناس بوباء الرعب النفسي وتفعلوا فيهم ما لم يفعله كورونا في العالم أجمع..
فمبالغاتكم تقود الناس نحو الموت بفعل القلق والرعب الذي تزرعه منشوراتكم في القلوب وتحطم النفسيات.
محليا تعد الفترة الحالية شهري 6_7 يونيو ويوليو (حزيران وتموز) فترة تغير مناخي وفق موروثنا الشعبي نطلق عليه موسم الخريف أو خريف العنب ويسمى ايضا غوبة المناصف ويسبقه 12 إلى 8 أيام من نهايات مايو تسمى ايام دخال _ اي متداخلة ما بين موسم القياض وهذا الموسم “الخريف”.
في كل عام يشهد هذا الموسم “الخريف” رياح قوية غالبا ما تحمل الأتربة (غوبة المناصف)، وتسمى رياح لقاح الأشجار ومتعارف عليها علميا وشعبيا وزراعيا تعمل على تلقيح الاشجار ويصاحبها انتشار لوباء الانفلونزا والحمى والصداع والتهاب في المفاصل وسعال معتاد ظهور اعراضه في كل عام وخصوصا لدى ضعيفي المناعة والمعرضين للرياح وتأثيراتها وكثيرا ما نتعامل مع تلك الاعراض بطريقة اعتيادية نطلق عليها (جازعة) اي انها حمى تسير على الجميع وتنتهي ولا تشكل خطورة..
يتوجب اثناء فترة النصف الاول من هذا الموسم الاحتماء من الرياح وابتعاد المصاب عن الماء البارد وعلى ان يتزود بفيتامين سي ومضادات حيوية اذا لزم الامر وكثيرا ما يتم تجاوز فتراتها وبدون طبيب.
ومثلها ايضا رياح موسم حصاد الذرة شهر 9 سبتمبر (ايلول) حتى منتصف تشرين اول شهر 10 اكتوبر كفترة فاصلة بين الفصلين تجتاحها رياح باردة وتقلب مناخي مبشرا ببدايات موجات الشتاء.. ويتم تجاوزها بطريقة معتادة.
حاليا في ظل حملات الترويج الممنهجة لكورونا المعتمدة على ترويج استرزاق مقصود أو ترويج ساذج لدى هواة النسخ واللصق.
فلقد اصبح الجميع يتعامل مع هذه الظواهر الموسمية بانها كورونا ونموت قلقا ورعبا من ظهور اعراضها حتى ان الكثير من الناس اصبحوا يتخوفون من زيارة طبيب أو مختبر لاجراء فحوصات للحصول على علاج الالتهابات الناتجة عن رياح اللقاح أو نزلات البرد خوفا من ان احالتهم من قبل الطبيب إلى مركز العزل وتصنيفهم ضمن كورونا..
وقد تتضاعف الحالة المرضية بفعل الخوف والقلق النفسي وتعامل المجتمع المحيط لدى البعض لتسبب للمريض حالة اكتئاب وضيق بالتنفس.
وهنا يتوجب على الجميع التنبه إلى ضرورة التعرف اولا على الموسم المناخي وتقلباته والحالات المصاحبة له من خلال التجارب السنوية السابقة وليتم التعامل معها وفق معطياتها وبطريقة ايجابية.
فليس كل وباء أو عارض مرضي بالضرورة أن نجعل منه كورونا وليست كل كورونا تقتضي مراكز العزل وغرف العناية فكورونا قد تكون زكام لا اكثر لدى المعنويات المرتفعة والوعي الايجابي المتمكن في التعامل معها غذائيا ودوائيا.. وفي الوقت نفسه فان شيئا من الزكام قد يكون قاتلا لدى النفسية المنهزمة والقلق المتأثر بالترويج الاعلامي المبالغ فيه.