مقالات

في دار مصاب بكورونا

 


 


 


زرت اليوم قريباً لي مصاباً بمرض كورونا، كان قد طلب من زوجته أن تأخذ الأولاد وتذهب إلى بيت أبيها وبقي لوحده في بيته.


 


كنت قد اتصلت به قبل أن أذهب إليه وقلت له بأني قادم لزيارته.


 


فرد عليّ بصوت متعب: ما في داعي للزيارة يا اهيل.. أنا مصاب بالفيروس ووحدي في البيت.


 


قلت له: أعرف أنك مصاب وأنك وحدك في البيت، لذا قلت ازورك واطمئن عليك.


 


وقبل ان يُسمعني اعتراضه قلت له: أنا بالباب وليس من اللائق أن تردني من باب بيتك.


 


استقبلني في ديوانه وكان حريصا أن يبقى بعيدا عني بمسافة، لكنه لم يستطع أن يسيطر على الرغبة في السعال والعطس رغم كل المحاولات التي بذلها، كان يسعل ويعطس بشكل متواصل وكلما سعل أو عطس تملّكه شعور بالإحراج واعتذر لي.


 


قلت له: لا داعي للاعتذار أنت تسعل وتعطس لأن عندك كورونا.


 


أنا أسعل وأعطس من دون سبب ولا أدري ما الذي جرى لي حينها، فقد رحت أسعل واعطس أكثر منه وبطريقة ازعجته حتى انه سألني ان كنت مصابا بالمرض.


 


وطوال جلستنا التي استمرت اكثر من ساعة رحت اضحك معه وامزح في محاولة مني لرفع معنوياته التي كانت في الحضيض.


 


وقبل مغادرتي قلت له وأنا اواصل الضحك:


لا تخف من فايروس كورونا ولا تتركه يهزمك.. انت اقوى منه. وأنا على يقين بأنك سوف تنتصر عليه..


 


عندئذ لمحت ابتسامة تضيئ وجهه الوسيم.


 


وكان قريبي هذا على قدر كبير من الوسامة.


 


* من صفحة الكاتب على الفيسبوك


 

زر الذهاب إلى الأعلى