مقالات

سلطتا هادي والحوثي وكورونا.. مزاعم تمثيل وعصابات نهب وسرقة!!

 


 


مرت على اليمن خلال العقود الخمسة الماضية العديد من الأزمات والمشاكل والكوارث الطبيعية والأوبئة والأمراض التي ظهرت في عديد محافظات يمنية سواء قبل قيام الجمهورية اليمنية أو بعدها وكانت لها تداعيات وتأثيرات سلبية على الناس، لكن الأنظمة والحكومات التي كانت تدير اليمن قبل وبعد قيام الجمهورية اليمنية كانت تتعامل مع هذه الأزمات والكوارث وخصوصا الطبيعية والصحية بأقصى قدر من المسؤولية والجدية وبما تملكه من امكانيات وبالتعاون مع المجتمع الدولي، وهو الأمر الذي كان يسهم إلى حد كبير في التخفيف من آثار تلك الكوارث ويعمل على التقليل من النتائج المترتبة عنها.


 


صحيح أن الحكومات التي أدارت السلطة خلال العقود الماضية لم تنتهج سياسات ناجعة إلى حد انهاء أو القضاء على الاوبئة والامراض لكنها نجحت إلى حد كبير في مواجهتها والتقليل من اثارها بشكل كبير، ويتذكر الجميع ان اليمن كانت قد نجحت في انهاء مرض شلل الاطفال بفعل السياسة الصحية التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة منذ قيام الجمهورية حتى العام 2006م الذي كان شهد اعلان خلو اليمن من فيروس شلل الأطفال.


 


ومنذ العام 2011م وحتى اليوم تشهد اليمن موجات متتالية من الاوبئة والامراض والكوارث الطبيعية التي فشلت وتفشل السلطات والحكومات القائمة في اداراتها أو مواجهتها باي شكل، ففيروس شلل الاطفال عاد إلى اليمن مجددا، وشهد عدد من المحافظات اليمنية ظهور امراض واوبئة وكوارث طبيعية كمرض حمى الضنك، والمكرفس، وحمى غرب النيل، والكوليرا، والملاريا، والسل، فضلا عن كوارث السيول والفيضانات التي شهدتها محافظات عدة منها حضرموت والمهرة وعدن وسقطرى.


 


ودعونا نقترب اكثر ونقول انه ومنذ انقلاب المليشيات الحوثية في سبتمبر 2014م واندلاع الحرب التي قادها التحالف العربي ضد المليشيات الحوثية اثبتت السلطات الحاكمة للبلاد سواء سلطة الشرعية بقيادة عبدربه منصور هادي أو سلطة المليشيات الحوثية انها سلطات فاشلة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى في ادارة شؤون الدولة وحكم الناس وتولي مسؤولية تقديم الخدمات للمواطنين، بل اثبتت هذه السلطات انها عبارة عن عصابات مهمتها حكم الناس بالقوة وجباية وسرقة حقوقهم من مرتبات ووظائف وخدمات وفي الوقت نفسه ممارسة عمليات الجباية للأموال والضرائب منهم بطريقة غير مسبوقة، لكنها لا تقدم لهم نظير ادعائها انها تمثلهم أي شيء أو مقابل ولو في حده الادنى.


 


منذ ظهور وباء كورونا المستجد تصرفت سلطة الشرعية التي يسيطر عليها الإخوان المسلمون في اليمن (حزب الإصلاح) وسلطة المليشيات الحوثية بعقلية اللا مبالاة واللا اهتمام مع وصول وانتشار الوباء في اليمن، وفيما عدا ان السلطات التابعة لحكومة هادي تعلن عن الاصابات والوفيات جراء الوباء في بعض المحافظات وان لم تكن احصاءات دقيقة وشاملة، فيما تتكتم المليشيات الحوثية عن اعلان أي احصاءات أو ارقام الا ان السلطتين اثبتتا فشلا ذريعا في مواجهة هذا الوباء على مختلف المستويات وقدمتا الدليل الواقعي انهما سلطات عصابات لا يهمها من امر المواطن سوى زعم تمثيله وفي الوقت نفسه ممارسة عمليات سرقته بكل الاشكال والوسائل والسبل.


 


ألم يكن لجوء سلطة هادي (المسيطر عليها من قبل الإخوان) إلى فرض اختبار فحص الاصابة بفيروس كورونا في منفذ الوديعة مقابل 1300 ريال سعودي عن كل يمني يحاول العودة إلى بلده قادما من السعودية دليلا على فشل هذه السلطة وانها سلطة سرقة ونهب للمواطن ليس الا؟!


 


وفي الجهة المقابلة ألم يكن اصرار المليشيات الحوثية على احتجاز جثث المتوفين في مستشفيات العاصمة صنعاء واستخدام مبرر اصابتهم بكورونا لرفض تسليمها لأهاليهم الا بعد حصولها على مبالغ تصل إلى 500 الف ريال مقابل اعادة جثة كل متوفى لأسرته لدفنه، ألم بكن كل ذلك دليلا جديدا على فشل هذه السلطة وانها عصابة سرقة للمواطن ليس الا؟!


 


أليس فيما تشهده مدينتا عدن وتعز من وضع صحي مأساوي وانتشار لوباء كورونا دون ان تبذل سلطة حكومة هادي أي مجهود لمواجهة هذا الوضع وتقديم الرعاية للمواطنين وللمصابين بفيروس كورونا، وما تشهده مستشفيات العاصمة صنعاء من حالات وفاة واصابات بفيروس كورونا دون ان تبذل مليشيات الحوثي أي جهد لإيقاف ومنع انتشار الوباء دلائل واقعية وعملية على ان هذه السلطات هي سلطات عصابات تمارس النهب والسلب وليس في مقدورها ان تقدم أي خدمة للمواطن لقاء زعم تمثيله؟!


 


الحقيقة أن كثيرا من الشواهد لعل آخرها هو انتشار وباء كورونا لهي بمثابة الادلة التي تدين سلطتي هادي والحوثي وتؤكد انهما سلطتان فاشلتان تماما في تمثيل الناس أو حسن ادارة شؤونهم والتعامل مع همومهم واحتياجاتهم ومتطلباتهم أو الاهتمام بأوضاعهم أو العناية بصحتهم.


 


وفي المقابل أليست سلطتا الحوثي وهادي سلطتين ناجحتين جدا في ممارسة كل ما هو بشع واجرامي بحق الناس من سرقة حقوقهم، ونهب اموالهم، وعدم تقديم أي خدمات لهم، والايغال في ممارسة الظلم والقهر والانتهاكات بحقهم، والاصرار على ادعاء تمثيلهم وزعم احقية حكمهم بالقوة والسلاح والاكاذيب؟


 


بلى هما كذلك… ولن يأتي يوم يكونان غير ما هما عليه.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى