مقالات

غش كوروني يمني يضلل العالم

 


 


دعونا نأخذ البيانات الرسمية حول فايروس كورونا، التي تلقيها علينا الجهات التابعة لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، مأخذ الجد، ولتكن بيانات شهر مايو مثالاً.


 


الإجمالي في مايو، كما قالت تلك الجهات الرسمية، هي 323 إصابة بفايروس كورونا.. وأين؟ في عدن، حضرموت، لحج، شبوة، أبين، الضالع، المهرة، مأرب وتعز، وليس في كل اليمن.. لأن العاصمة صنعاء، ومحافظات سقطرى، ريمة، حجة، صعدة، إب، الجوف، المحويت، ذمار، الحديدة، والبيضاء، لا تدخل في حساب حكومة الرئيس هادي، وما يخضع من هذه المحافظات لإدارة الجماعة الحوثية لا تتوافر بيانات موثوقة بشأنها، إذ من سوف يصدق أن الإصابات بالفايروس في العاصمة صنعاء، مثلاً، لا تزيد عن أربع إصابات؟ بينما المسجد الواحد هناك تقام فيه صلاة جنازة مرة كل ساعتين!


 


لا يتضمن هذا المقال أي مكايدة أو نكاية.. فخطر كورونا خطر كبير.. لاحظوا كيف تصاعدت أعداد الإصابات خلال شهر مايو فقط.. في اليوم الأول سجلت حالة إصابة واحدة، بعد يومين 5، ثم 9، ثم 15، ثم 21 ثم 27، وفي آخر أيام الشهر سجلت 35 إصابة بالفايروس.. وفي عشر أيام من شهر مايو نفسه لم تتوافر أي بيانات إما لأن الجهات الرسمية تغاضت، أو أهملت، أو كانت في إجازة، فمثلاً لم تذكر تلك الجهات الرسمية أي بينات خلال الأيام 23- 29 مايو.. لعلها إجازة عيد الفطر.


 


نقول إن الخطر كبير لا يحتمل مكايدات.. لاحظوا كيف تطور تطوراً سريعاً خلال شهر مايو.. في عدن 88 إصابة، حضرموت 74، لحج 37، تعز 36، شبوة 11، مأرب 9، أبين 7، الضالع 4، المهرة 2.. ويعلم العالم ماذا هناك غير هذه!


 


كانت تقول لنا تلك الجهات الرسمية: وبهذا يرتفع عدد حالات الإصابة المؤكدة منذ 10 أبريل إلى 25 حالة من بينها 5 وفيات.. وبهذا ترتفع عدد الحالات المؤكدة منذ 10 أبريل إلى 34 حالة بينها 7 وفيات، وحالة تعافٍ واحدة.. وبهذا يرتفع عدد الحالات المؤكدة منذ 10 أبريل إلى 51 حالة بينها 8 وفيات.. وبهذا يصبح إجمالي الحالات 65 منها 10 وفيات.. وعلى ذلك ارتفعت عدد حالات الإصابة إلى 87 حالة.. وبهذا بلغ إجمالي الإصابات 323 من بينها 80 وفاة، و14 حالة تعافٍ.. هذا التضليل المحلي يتأثر به الخارج أيضاً الذي يريد مساعدتنا، ومثال على ذلك أن سكرتير عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش خرج يقول للدنيا إن اليمن أكثر الدول في العالم ضعفاً في مواجهة كورونا، وأن نسبة الوفيات من إجمالي المصابين تصل إلى 17 في المائة وهذه أكبر نسبة وفيات على مستوى العالم بأسره.. بينما نسبة الوفيات أعلى بكثير من تقديرات غوتيريش التي بناها على التصريحات والبيانات المضللة التي تصدرها الجهات اليمنية في الشرعية.


 


نقول: لا يمكننا الوثوق بتلك البيانات.. وأبسط مثال لذلك أنه في يوم 31 مايو قالت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا، إن العدد النهائي للإصابات وصل إلى 323، بعد تسجيل 13 إصابة في مأرب وعدن والمهرة وأبين، بينما نشرت وكالة سبأ تصريحاً للجنة الطوارئ في تعز تفيد فيه أن 11 حالة إصابة جديدة سجلت في نفس اليوم في محافظة تعز التي لم تذكر في بيان اللجنة الوطنية، أي أنه في ذلك اليوم كان عدد الحالات الجديدة 24 حالة جديدة وليس 13 حالة.


 


ثم إن هناك أكثر من جهة حكومية.. فلدينا اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا، التي لا نستطع تمييزها عن اللجنة العليا للطوارئ والهيئة العليا لمكافحة كورونا.. وعادة ما تختلف بياناتها عن بيانات جهات حكومية أخرى مثل لجنة الطوارئ لمواجهة وباء كورونا في محافظة تعز، وزارة الصحة العامة والسكان، وكلاء في وزارة الصحة، مكتب الصحة في المكلا، مكتب الصحة في تعز، مكتب الصحة في محافظة مأرب.. وجر لك جر.


 


نثق بالمؤسسات الدولية التي تضللها جماعة الحوثي، وتضللها أيضاً حكومة الرئيس هادي، فهذا مايكل راين رئيس برنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية يقول إن فايروس كورونا ينتشر على نطاق واسع في عموم اليمن، وإن عدد حالات الإصابة التي تعلنها السلطات تباعاً قليلة، وتعتقد المنظمة أن الفايروس ينتشر على مستوى المجتمع.. ويقول أوك لوتسما ممثل البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في اليمن إن الحكومة أعلنت أن عدد المصابين 253 وأعلن الحوثيون أن المسجل لديهم 4 إصابات، لكن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى بكثير مما جرى الإعلان عنه، وقال إن 38 مستشفى خصصت لاستقبال المصابين بفايروس كورونا امتلأت أسرتها تماماً بالمصابين!!


 


 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى