مقالات

احتكار الحكم

 


 


 


‏بالتعتيم وفتح الأسواق وأماكن التجمعات واحتكار مراكز الحجر في موفمبيك لقيادات الجماعة، وبالتهديد والسجن وفرض الإتاوات يعطي الحوثيون مثالا للشعب عن إدراكهم والتزامهم وواجباتهم تجاه الشعب في أكبر أزمة صحية يواجهها حيث تمثل الضرائب قيمة أعلى من قيمة اليمني.


 


في هذا المشهد الكارثي يتضح لنا كيف أصبحت الجماعة جامحة في فوضويتها بعد انفضاض شراكة المؤتمر معها إثر انتفاضة ديسمبر، وكيف سيؤول الحال في البلاد إذا لم تنته الحرب دون وجود شراكة وطنية لا تستثني أحدا، وعودة مؤسسات الدولة الدستورية التي ستعمل على تفتيت السلطة الفاسدة التي تشرعن للفوضى وتحشد له التبريرات في أكبر عملية تمييع للرأي العام والاستخفاف به في تاريخ اليمن بعصره الحديث، وكان أحد نماذجه البارزة مؤخرا المؤتمر الصحفي لما يسمى وزير الصحة طه المتوكل وما تلاه من مهزلة تصريحات لقيادات الجماعة.


 


تثبت التجربة أن جماعة الحوثيين دون شراكة وطنية تتحول إلى غول فساد أعمى ومجنون يجبرك على الاقتناع بما يفعل ما لم فمصيرك السجن أو القتل أو التشرد، وهذه السياسة الصماء لا يمكن لها أن تنتج دولة حقيقية متصالحة مع الشعب ومع نفسها ومع جوارها ومع العالم وإن لم تنته واستطاعت البقاء فمصير محكوميها الهلاك، ومصيرها التآكل من الداخل فالنار تأكل نفسها، وأكثر من سيدفع ضريبة هذه الدولة المشوهة هم الشعب الذين يتوقون اليوم للسلام وعودة الدولة الفاعلة والمنصفة أكثر من أي وقت سابق.. وحتى لا أقع في سوء ظن القارئ فهذه الدولة غائبة تماما عند جميع أطراف الصراع في اليمن.


 


 


 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى