مقالات

التعميم.. وتجلياته الكارثية في اليمن!

 


 


“التعميم” شفرة عقلية غريزية مهمة لفهم العالم وتصنيف الأشياء وخصائصها في الطبيعة:


 


حمل وديع = كل الحملان وديعة.


 


ذئب مفترس = كل الذئاب مفترسة.


 


لكن، في الجوانب الإنسانية، غالباً ما ينقلب التعميم إلى أداةٍ ضد الفهم:


 


عربي غبي = كل العرب أغبياء.!


 


ياباني مخترع = كل اليابانيين مخترعون.!


 


مسلم إرهابي = كل المسلمين إرهابيون.!


 


عادةً ما تكون للأحكام الخاطئة من هذا النوع تبعات عملية خطرة، خاصةً خلال الصراعات السياسية، كما في التعميمات الشائعة حالياً في اليمن:


 


كل هاشمي حوثي!


 


كل زيدي حوثي!


 


كل من ليس مع الشرعية حوثي، انفصالي.!


 


كل من ليس مع الحوثي منافق، داعشي، مرتزق!


 


كل حوثي كهنوتي.!


 


كل شرعجي جمهوري.!


 


كل إخواني إرهابي، كل مؤتمري دانق، كل ناصري عميل، كل اشتراكي بلا بوصلة..!


 


وبطريقة أكثر ابتذالاً:


 


كل إخواني لوطي.!


 


كل من ينتقد “الإصلاح” من قوم لوط.!


 


هذا فضلاً عن:


 


– التعميمات الاجتماعية:


 


القبائل جهلة خونة جبناء.. أو أبطال وطنيون أوفياء “حسب السياق”.


 


– والتعميمات المناطقية:


 


مصطلحات مثل: دحابشة، لغالغة، جعاربة، براغلة… هي مسكوكات لأحكام سياسية تنميطية قائمة على التعميم المناطقي.


 


– والتعميمات الأيديولوجية:


 


غالباً، كل جماعة دينية ترى أن الله لم يهدِ سواها، وأن كل أديان وطوائف العالم مصيرها إلى الجحيم، وهي وحدها “الفرقة الناجية”.


 


حتى التيارات القومية والاشتراكية لها تعميماتها الملائمة. في ظل سياق عام مكتظ بالأطراف الشمولية المأزومة والخصومات الفاجرة، والضياع الشامل، والانحطاط التاريخي على مختلف جوانب الحياة.


 


كتعميم أخير: للتعميم عدة مستويات متفاوتة في مصداقيتها وعلاقتها بالواقع. بداية به كمبدأ وقانون علمي منهجي، ونهاية به كفيروس فكري ومغالطة منطقية ووسيلة لئيمة لتمييع القضايا، وأداة غبية منحطة لتصوّر وتصوير الأفراد والفئات والمجتمعات والشعوب..


 


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى