مقالات

ماذا يفعل أردوغان و”عصافير الجنة” في ليبيا؟!

 


 


بالنسبة للإخوان: الحدود السياسية صناعة استعمارية خالصة، والهويات الوطنية والقومية هويات طارئة، وجزء من مؤامرة كونية على الهوية الأصلية القائمة على أساس ديني.


 


حسب رأيهم: آن الأوان لاستعادة النظام السياسي التاريخي المرتبط بهذه الهوية الإسلامية “نظام الخلافة” والرئيس التركي أردوغان. هو المعادل العصري للخليفة العثماني.


 


من وجهة النظر هذه. لا شيء غير طبيعي في التدخل التركي في ليبيا: “خليفة المسلمين” يقوم بنقل بعض جنوده من ولاية إلى أخرى، لضبط الأمور. حسب صلاحياته البديهية المفترضة.


 


لا حاجة للإشارة إلى سماجة هذا الهراء، فالعالم لا يرى فيما يحدث غير تدخل دولة في دولة أخرى، ونقل مرتزقة إرهابيين من الحسكة ودير الزور إلى مصراته وطرابلس.


 


تركيا اليوم تحاول تكرار السيناريو السوري في ليبيا. ومن يسميهم الإخوان “أبناء طرابلس” هم “أبناء حلب” سابقاً، وهم أصلاً من أبناء رداع أو مقديشو أو تبوك أو أمستردام أو فرنسيين من أصول جزائرية..


 


مواطنون من جنسيات مختلفة حول العالم، يجمعهم فقط أنهم مستلبون بشكل عقائدي، وعلى استعداد للقتل من أجل الوهم المقدس أعلاه.


 


هم أدوات منتجة مسبقاً، وفي العادة يتم جلبهم وقت الحاجة من عشرات الدول إلى دولة ما للقيام بمهمة قذرة يتم تمويهها بشعارات حقوقية زائفة.


 


قبل عقود تم جلبهم لإنقاذ أفغانستان من الإلحاد الشيوعي، وقبل سنوات. تم جلبهم لتحرير سوريا من العلويين الروافض والمجوسية الكافرة.!


 


اليوم. يتم جلبهم لتحرير ليبيا من “الديكتاتور” حفتر “العميل للإمارات”. على أساس أن سيد قطب هو مخترع الديمقراطية، وأن علاقة الإخوان بتركيا مجرد حب أفلاطوني رفيع.!


 


في كل مرة يتم تقديم هؤلاء الإرهابيين للرأي العام باعتبارهم “عصافير الجنة”، وقبل ذلك يتم تضليلهم هم أنفسهم بالشكل الذي يجعلهم يجاهدون في سبيل الشيطان، وهم يظنون أنهم يجاهدون في سبيل الله.!


 


هذا ما يعرفه جيداً صنّاع الأزمات والحروب، ومقاولو الصفقات الجهادية. أردوغان نفسه يعرف أن تدخله في ليبيا: انتهاك سافر بحاجة إلى شبهة قانونية تجعله يتماشى شكلياً مع التقاليد الدولية.


 


بيد أن شرعية السراج أصغر من أن تكفي لترقيع الخرق التركي. والعلم الليبي لا يعني شيئاً إذا رفعه في طرابلس عنصر أجنبي غريب الوجه واليد واللسان.


 


 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى