اليمن.. أوهام الولاية شمالاً وتقويض الاستقرار جنوباً
لم يستقر الجنوب منذ 2007..
مجتمع بلا مراكز قوى.. الطارف يقع قائد، وأكبر قائد في لحظات يمسحوا به البلاط..
لفوا أمراء ومشايخ في أيام وأعلنوها جمهورية شعبية..
لن يستقر الجنوب إلا بمشاريع للحياة، أما بالقوة فحتى داخل الحزب الواحد دقَّت الرؤوس بعضها..
وفي المقابل، الشمال مزحوم بمراكز قوى تُحوِّل كل شيء مصالح على مقاسها..
الشيخ يبقى شيخاً ألف سنة، وزنداني الإعجاز يخلف زندانياً معجزاً، ويجيء واحد في القرن الـ21 يقول إنه ابن النبي ويريد “الخُمُس” داخل دولته هو التي أقامها بمعطيات ظنها العالم سقطت في 1962م..
وبقينا نتباهى بالألقاب: الغادر، الأحمر، الخولاني… فجاء مثلهم المراني والبطران وأبو هاشم..
من بقي تحت سلطة الحوثي، دوَّر غنائمَ، ومن خرج من عنده دوَّر نفس الشيء.. حرب تتزاحم فيها الإمكانيات، وكل واحد فتح دكاناً للحرب لبيع الكلام..
وليس ذلك نقصاً في الشجاعة، أبداً.. الشمال مندفع للحروب والصِّراعات والاقتتال على حبّة سيجارة، أو قطعة أرض، أو كما طوَّرها الحوثي على “أوهام الولاية”..
لكنه مجتمع الأطراف ومراكز القوى.. مقسَّم متشظٍ لا بحسب الشعارات، فهو موحَّد جداً في الشعارات والسُلوكيات.. تقطعه المحسوبية والشللية والفساد والعصبيات العائلية من غربه إلى شرقه، ومن شماله إلى جنوبه.. لكنه مقسَّم بحسب مراكز القوى، كل طرف معه شعبية هو كل مبادئها.. وكل مصالحها..
رحم الله “بلقيس”، كانت تعرف مجتمعها فسالمت سليمان وقالت لهم، قدكم الحاصل، لو جت حرب ستهددكم أنتم وتجعل أعزتكم أذلة..
ورحم الله عبدالناصر، أرسل جيشه وخطابه وثقافته وسمح لرعوي يطلع يتصور فوق كرسي الإمام..
وهي لحظة مدهشة في التاريخ قاتلت بعدها الجمهورية نفس العصابات والأطراف حتى أسقطتها مرة أخرى عبر حامي الثورة في 2011..
فعاد كل شيء كأنه ضبط المصنع..
اخلقوا للشمال قضية أيها المثقفون، فمراكز القوى وإمكانياتها لن تحقق لكم شيئاً..