لا بد من البندقية واستمرار المعارك ضده.. الحوثي عقائدي لا يموت بالكلمة والنقد وحسب

 


 


قتال الحوثي لا يكون مكتملاً إلا بالندقية وصوت المعارك، أما النقد الذي يظهر بين الفينة والأخرى غير مسموع، لأن الجماعة الحوثية عقائدية في الفكر والمسلك، لا تسمع صوت النقد ولا تحبذ النُقاد، بل وتضع من يشكك في أسلوبها وممارساتها في خانة العدو المتستر خلف الكلمة.


 


الجماعة الدينية كالحوثية لا يمكنها أن تنصاع بحدة الكلمة، جربنا ذلك طيلة ست سنوات من الحرب، وكل يوم نجدها تتوغل في سلخنا وبتر أطرافنا وأموالنا، وعندما ننتقد تصرفاتها فتحت السجون والمعتقلات وزرعت المتفجرات في منازلنا وفجرتها، لكن الكلمة في وجه هذه الجماعة ستكون قاضية عليها في حالة انطلاقها بالتوازي مع التحرك العسكري وسحق ميليشياتها في كل جبهة.


 


النقد الذي لا يتبعه بندقية تحميه وتؤلم الحوثي، هو نقد تبعثره رياح الأحداث المتوالية، ولا يكون له أثر في الواقع، لأن الناس في مناطق سيطرة هذه الجماعة تعيش واقعها الذي تفرضه قوانين وأساليب النهب والبطش، ولا تعتبر النقد مجدياً في رفع الظلم الذي وقع عليها، لأنه مجرب، وتعتبره فضفضة إذا لم يكن مقروناً بالعمل المسلح.


 


اعتبار النقد وفضح ممارسات الحوثي وقوانينه التي من خلالها يمارس أكل الأموال والابتزاز، عملية توعوية وتهيئة للوعي المجتمعي، لكن هذه التوعية طال أمدها ولم يلحقها عمل فعلي مسلح يؤثر على الحوثي ويعيق من استمراره في فرض أسلوبه وقوانينه العنصرية والطائفية، وهذا يجعل المجتمع في فتور من التطلع للخلاص، وذلك لغياب القيادة التي لا تؤمن إلا بالعمل المسلح لدحر هذه الجماعة.


 


طيلة مئات السنوات من فترة الحكم الإمامي في التاريخ اليمني، حاول الناس أن يقاوموا الأئمة وجورهم وظلمهم بالنقد وبالكلمة، وكانوا يفشلون في ذلك وينتهي بهم الأمر إلى المقاصل والسجون، والتاريخ نفسه يذكر أن العمل المسلح ضد الأئمة هو الخيار المناسب، وآخرها ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي حاول اليمنيون قبلها نصح الإمام برفع الظلم عنهم وأبى ذلك، وسيق بالناس إلى السجون وميادين الإعدام، فكان خيار الثورة المسلحة هو الأنجع لاستئصال الشجرة الخبيثة.


 


يعتقد عبدالملك الحوثي أن قوانينه وسلطانه وسلطاته هي بتدبير إلهي، وبإيعاز من الله الذي وضع كل ثقته فيه، ويعتبر أن أخذ الزكاة والخُمس من أموال الناس توجيه إلهي، لذلك كيف يمكن لعبدالملك أن ينصاع للنقد، وأن يغير من فكره وعقيدته وممارساته العنصرية والطائفية، كيف يمكن للكلمة أن تهزم هذا العقائدي دون أن تكون البندقية هي الصوت الرديف لها..؟!


 


الناس في مناطق سيطرة الحوثي ليست بحاجة إلى معارك فيسبوكية لفضح ممارسة هذه الجماعة العنصرية، لأن الناس تعيش الواقع وترى تأثر هذه الممارسات عليها، الناس بحاجة إلى من يحررها ويقودها نحو الانعتاق من ربقة العبودية لعبدالملك وجماعته، الناس بحاجة إلى تحرك ميداني ينهي المعاناة ويستعيد البلاد من مخالب الشيطان.


 

Exit mobile version