مقالات

مكانة الجنوب من وحي تصريح السفير البريطاني

 


 


نستخلص من كلام السفير البريطاني الذي أدلى به الأربعاء لصحيفة الشرق الأوسط السعودية وهو يخاطب الشرعية والانتقالي والحوثيين بضرورة الإسراع لتشكيل حكومة مؤقتة ووقف الحرب والتوجه لطاولة التسوية السياسية أن الجنوب قد صار له تمثيل ووزن سياسي على الساحة الدولية، وقوة سياسية مكافئة للقوتين الأخـرَيـيـن.


 


بل وأكثر وزنا جماهيريا وحتى عسكريا في الجنوب بكثير من وزن الأولى، أعني الشرعية، وأن الجميع بالداخل والخارج بات معنياً بالتعامل معه ولو على مضض ومرارة كقوة يستعصي تجاهلها أو شطبها من الخارطة أو مسخ القضية التي يتبناها.


 


علما أننا هناك نتحدث عن سفير دولة عظمى بحجم بريطانيا ولها تاريخ بالمنطقة ولاعب قوي فيها وليس أي دولة، وهذا له مدلوله السياسي الكبير، خصوصا وأن التأثير البريطاني القديم والحديث على صُــنّـاع القرار الخليجي والسعودي تحديدا ما زال يتعاظم.


 


وبالتالي فالمجلس الانتقالي الجنوبي بكل عيوبه التي يتحدث عنها خصومه وبكل ما يشوب عمله من اخفاقات ومن تحديات وعراقيل قد أصبح صوت الجنوب وممثله الأبرز -ولا نقول الأوحد- أمام الخارج، فضلاً عن الداخل كإطار سياسي -ولو مرحليا- خرج الجنوب من خلاله من تيه الحلقة المفرغة ومن دوامة تعدد الرؤوس وتعدد التيارات والأجنحة التي ظلت تتجاذب القضية الجنوبية وتتنازعها وتضعفها في المحصلة النهائية، ظلت أي تعدد الرؤوس وغياب الإطار السياسي كعب أخيل، وذريعة منطقية لدى الخصوم للإجهاز على القضية الجنوبية وفرض مشاريع إخضاع من طرف واحد.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى