مقالات

عنصرية “الخمس” وأعذار الحوثي

 


 


آخر ما يتعذر به الحوثيون لتبرير قانون الخمس العنصري؛ أن الإسلام حرَّم الزكاة على بني هاشم، وأن الخمس جاء تعويضًا لهم عنها، وهذا تعليل عليل.


 


▪أولًا: أنتم من حرمها على أنفسكم وليس ديننا، أما القرآن فقال: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ الله وَابْنِ السَّبِيلِ} ولم يميز بين فقير وفقير ولا محتاج ومحتاج.


 


▪ثانياً: الأحاديث التي فَهم منها البعض تحريم الزكاة على بني هاشم؛ موجودة في كتب الحديث، وليس فيها دلالة واضحة على تحريم الصدقة عليهم على أساس عِرقي، وإنما لكون من وردت فيهم ليسوا من مصارفها المحددة في الآية؛ لسبب أو آخر. وبالتالي يظل الأخذ بعموم الآية مقدمًا على مجملات أحاديث الآحاد.


 


▪ثالثًا: تأكيد بعض الفقهاء على تحريم الصدقة على بني هاشم، نتعامل معه كاجتهاد لهم، لا تشريع ديني من الله، وبالتالي لا يصح التهويل به وسن قوانين وتشريعات مُلزمة به، لا سيما وقد ورد عموم القرآن بخلافه.


 


▪رابعًا: القول بأن “الخمس شُرع لهم مقابل الزكاة” مجرد تعليل اخترعوه هم، ولم يرد به كتاب ولا سنة، وليس له أي منطق في ميزان العدل، لأن جزءاً من الخمس -حسب قولهم يصرف- لأغنيائهم، وما بقي يصرف لفقرائهم.. بينما الزكاة للفقراء الناس جميعًا.


 


ثم كيف يمكن لعادل أن يخصص خمس ثروات البلاد لفئة تعدادها أقل من 1% بينما يجعل الزكاة -التي لا تساوي عُشر مِعشار الخُمس- من نصيب 99% من الناس؟!!


 


فاتقوا الله يا قوم، ولا تعبثوا بتشريعات ديننا وقوانين بلادنا. واخشوا غَضْبَة شعب مقهور.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى