تركيا قادمة

 


 


اليمن موزع الخيارات مسلوب الفعل، عاجز عن إدارة أزماته، ورسم مسارات الخروج من وحل الحرب، اليمن من بين كل اللاعبين الفاعلين على خارطة الصراع، هو الأضعف إن لم يكن الغائب الأكبر، والصوت المستغنى عنه في أمور السياسة والصراع في اليمن.


 


شطرنج المواجهات وحروب المصالح الإقليمية آخذة بالاتساع، والتشابك الذي يفتح الباب أمام ضخ المزيد، من أسباب استمرار الاحتراب الإقليمي، إلى أن يتم إنضاج تفاهمات لتقسيم النفوذ، وإعادة توزيع الأدوار وحصص الأطراف غير الوطنية.


 


السعودية تشعر بتعاظم المخاطر من حولها، فلم تعد خصومتها مع إيران وذراعها المحلي الراديكالي، بشعارات تصدير الثورة، بل بإضافة لاعب نِهم وافد جديد، يبحث له عن موطئ قدم على خارطة الصراع، تلك هي القوة التركية المتعاظمة النفوذ، في أكثر من مكان، من ليبيا والعراق وسوريا والصومال وحتى اليمن.


 


المحور الجديد القطري التركي، لن يكتفي بالتأثير على موازين القوى عن بعد، عبر لاعبيه المحليين، بل وهذا ما يقلق السعودية سيرمي بثقله العسكري وتواجده المباشر وتحديداً التركي، لإحكام الضغط على المملكة، وجعلها بين كماشتي الأممية الإسلامية الإخوانية، والطموحات الإيرانية بإعادة إنتاج أكثر من حزب الله، في أكثر من منطقة.


 


السعودية تدرك أن خيوط اللعبة تتسرب من أيديها، وتشعر بالغضب المكتوم، من خيانة طرف الإخوان المسلمين، الذين يوزعون الأدوار فيما بينهم، جناح يمالئ السياسة السعودية بالخطاب، فيما ولاء كل الأجنحة لحلم الخلافة الإسلامية، وخليفة المسلمين اردوغان.


 


الوجود التركي النشط في المنطقة يثير بدوره قلقاً دولياً بين أكثر من عاصمة قرار، مما يوجب بالضرورة مضاعفة التدخلات في اليمن للحد من هذا الوافد، وتقليم أظافر نواياه التوسعية، وتطلعاته الاستعمارية الجديدة في المنطقة.


 


اليمن مرشح لمزيد من الاستقطابات المافوق إقليمية، وهو ماضٍ بخطى متسارعة صوب التدويل أكثر فأكثر، ليس لجهة السياسة وحسب بل والحرب، بالنيابة المحلية أو بالأصالة والمباشرة من قبل الإقليم وكبريات الدول.


 


تركيا ترمي بعين أطماعها صوب الجنوب، وطهران شمالاً والسعودية مطحونة العظام بين كماشة الطرفين، مضاف لهما خيانات وازدواجية مواقف الإخوان.


 


لن نستغرب إن رأينا تواجداً روسياً صينياً، وإن كانت الصين معركتها اقتصادية لا عسكرية ميدانية، رافضاً للتمدد التركي، يقابله دعم أمريكي لأنقرة، لاستنزاف الطرفين موسكو بكين، في مستنقع الدم اليمني، مع تواجد أوروبي بهذا القدر أو ذاك.


 


الاستنتاج:


 


• تم استنفاد ممكنات الحل الداخلي.


 


• السعودية أكثر ضعفاً الآن لأسباب داخلية، واستحالة حسمها العسكري أو حتى السياسي لموضوعة الحرب.


 


• المحور القطري التركي قادم بقوة لخلط الأوراق، وإعادة ترسيم توزيع النفوذ.


 


• روسيا الصين أمريكا، سيخوضون حروبهم الاستنزافية مع الجميع وضد الجميع على الساحة اليمنية، وجعل كل طرف، من اليمن للآخر فيتنامه أو افغانه الخاصة.


 


اليمن ساحة حرب دفاعاً عن مصالح الجميع، مخصوم منه مصالح أبنائه.


 


نحن أمام تدويل يقود إلى خلط أوراق، وتزييت آلة الموت وإطالة الحرب وسفك الدم.


 


 


 


 

Exit mobile version