مقالات

خطاب الرئيس دموي بامتياز

 


 


نعم استخدم الرئيس في خطابه كلمة أبنائي في الانتقالي، ثم بعد أسطر أكمل الجملة، المتمردون الانقلابيون المحتلون للجزر.. سنسحقكم.!


 


***


 


لا شيء إيجابي في خطاب الرئيس إلا إذا افترضنا أن خطابات ما قبل حرب 94 كانت إيجابية.


 


خطاب السيد الرئيس يوم أمس مشحون بذات المفردات العدائية غير التصالحية التحريضية، ضد طرف الصراع الآخر، ووصفه بالتمرد والانقلابي، وعدو الدولة، والمعطل لوحدة اليمن، ورميه بكل أوزار الدنيا، تمهيداً لإيجاد المسوغ لنقل المواجهات إلى مرحلة أعلى وأوسع وأخطر، أي الاجتياح الكامل، لإنهاء التمرد وتثبيت أركان الوحدة، وبسط الدولة لسيادتها المنتهكة بصنعاء، بقوة السلاح بعدن.


 


مفردات خطاب الرئيس هي ذات مفردات الغزو والاجتياح التي دمرت الوحدة السلمية، وصبغتها بلون الدم، وها هي الآن تحاول تدمير ما تبقى من وحدة شعب، بحرب جديدة تجهز على ممكنات التعايش، وتنقل الصراع، إلى مربع لا رجعة فيه، مربع الهوياتية الجهوية القاتلة.


 


لا يمكن لرئيس دولة، أن يحمل خطابه بكل تلك المضامين التحريضية، ثم يدعي أنه يسعى إلى سلام أهلي، وحلحلة الأزمة وتجاوز عقد المنشار، تمهيداً لحل واقعي سلمي، لا حرب فيه وسفك المزيد من الدم.


 


خطاب الرئيس يحرك في الذاكرة، لجهة إقحام مفردات التمرد والدفاع عن الدولة، صور كئيبة لتجارب دموية أفضت إلى ما نحن عليه راهناً، من تشظٍ وتمزق وتفتراق.


 


سيدي الرئيس، من تختلف معهم الآن هم أصحاب مشروع سياسي، وهم خصوم سياسة لا خصوم حرب، وما حول البرنامج إلى دبابة، والمطلب إلى طلقة، والتظاهرة السلمية إلى كتائب مسلحة، هو نهج التعالي واستصغار مطالب الآخرين، وتركيع الحقوق بقوة السلاح، لا بالانفتاح على مطالب المغايرين.


 


خطاب الرئيس خطاب حرب بامتياز لا خطاب تصالح.


 


***


 


هادي…


 


رئيس رائع وشعب سيء، من أجل سعادته نفكر أن نغير له الشعب.


 


ما رأيك سيدي الرئيس بشعب السويد؟


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى