في عام 1950 كتب الكاتب الاسرائيلي المشهور جون كمحي: (لقد شن العرب حرباً دامية على اليهود، فهزموا في هذه الحرب. فلا يحق لهم، إذاً، أن يتذمروا حين يطلب منهم دفع ثمن الهزيمة التي حلت بهم).
لم يكن ذلك غير محاولة للسخرية من العرب بالإشارة إلى مسألتين:
الأولى، أن الأقوام التي اشتركت معهم في مشروع تاريخي كبير كانت تهمش العرب عندما يكون هذا المشروع منتصرا، أما عندما ينحسر ويهزم فإن العرب هم الذين يدفعون الثمن.
والثانية، هي أنه حينما كان على “العالم” أن يصفي حسابه مع هذا المشروع فإنه لم يجد غير أرض العرب مكاناً للقيام بهذه المهمة وهي فلسطين التي تشكل ضمير العرب، ناهيك عن ثرواتها وما تشعل فيها من حروب.
ولم تحرك نخب تلك الأقوام ساكناً بل أخذت تتماهى وتتعاطى مع ما كرسه ذلك من واقع جديد في أرض العرب..
ومنذ ذلك التاريخ فإن هذه النخب لا تتفاعل ولا تشعر بأي صلة مع العرب إلا حينما يتعين على العرب أن يدفعوا ثمن هزائمهم وصراعاتهم الداخلية، ويقف هؤلاء في صدارة طابور من يستلم ذلك الثمن كشفعة سجلها تاريخ قديم في سجلات يحفظها أرشيف مثقل بالوعيد لا بالوعد، ومحاط بحراسات عربية، للأسف، نذرت نفسها للدفاع عن تاريخ عسكري ساهم في إذلالها وليس أكثر من ذلك.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك