مقالات

على خَط الحُجرية.. قرار موقوت!

 في سابقة خطيرة عَبر قرار جمهوري نفذ محور تعز الهدف الذي سعى إليه منذ بداية تشكل المقاومة الشعبية كان اللواء 35 مدرع ينضم عملياً خلال معارك ميدانية كأول لواء عسكري يسند مقاومة الأقرب لجماعة تقاتل بلا ترتيب ولا إمكانيات ولا تملك حتى الذخيرة كان اللواء يغير معادلة الصراع إذ استطاع خلال فترة زمنية بسيطة تأمين النطاق الشمالي للمدينة وزع المدرعات التي بحوزته على المناطق الاستراتيجية لحماية المدينة من قصف هستيري طال الاحياء، والسكان..

اشتدت وتيرة المعركة، تمددت المليشيا الانقلابية إلى خط الضباب في التفاف خطير على قوات اللواء 35 مدرع التي طهرت مدخل المدينة الغربي حين كانت تتدحرج من مناطق المسراخ والطرق الوعرة الرابطة بين شرق وغرب المحافظة..

دفعت ثمن ذلك التهور والاقرب كانت المقاومة الشعبية في جبل صبر قد تعرضت لخذلان إذ لا إمداد ولا خطوط تواصل مع الفصائل الأخرى ليمكنها القائد الحمادي من الذخائر والإسناد بمقاتلين ليفتح جبهة الأقروض لوقف زحف المليشيا باتجاه الضباب.. قتال شرس دار هناك زُرعت الألغام بكثافة على حواف الطرق وفي الحقول والمنازل والمزارع الكثيفة الأشجار في سوائل الأمطار التي يستخدمها سكان المناطق كطرق ريفية للوصول من وإلى قراهم لتعود طريق الاقروض طريقاً رئيسية للذهاب والإياب من وإلى صنعاء ينتقل خلالها آلاف المسافرين يومياً.. كان اللواء 35 مدرع يؤمن المسراخ حتى أعالي صبر ليؤمن طريقا إلى تعز قبل استعادة خط الضباب.. كان اللواء يخوض جبهة الاحكوم أيضاً لتأمين خط عدن – تعز، والذي توغلت إليه المليشيا من جهة دمنة خدير – الراهدة باتجاه الصلو لتطل على الحُجرية..

عاود اللواء 35 مدرع خوض غمار حروب شاسعة ومناطق حيوية، وكثيفة السكان..

من المدينة إلى الريف الاستراتيجي..

الهدف فصل تعز عن العاصمة التي لم تنفصل بفضل إحكام أفراد الجيش الوطني على مفاصل الجبهات المتناثرة بين شرق وغرب وجنوب وشمال.. من الربيعي وخط الحديدة كان مقر اللواء 35 مدرع حاجز صد، إذ شهد فيه القائد ميلاد المقاومة العسكرية وعلى إثرها تشكل المجلس العسكري لمدينة تعز ليوزع المهام والاختصاصات، والنطاقات العسكرية إلا أن ذلك لم يستمر، سعى رجال المقاومة المسلحة والتي تشكلت من مختلف الفئات والأعمار والتخصصات، اتسقت التشكيلات الشعبية والعسكرية ليعاود الفصيل الديني شق الصف وميلانه للتفرد بقيادة محور تعز التي أسندت لقائد موال للجماعة..

ذهبت الجماعة لعزل اللواء 35 مدرع ووضعه في فوهة نيران المليشيا الانقلابية لتتفرغ لعملية تحشيد وتجييش على عكس اتجاه عقارب الساعة، استطاع القائد الحمادي بعد معارك وبطولات شهدها تأمين محاور، وجبهات، وطرق وجهات، من غرب الكدحة إلى شرق صبر إلى الصلو إلى جنوب التربة حيث تقاتل المليشيا على المنطقة الحدودية السابقة لتعاود محاولاتها المستميتة للسيطرة على مدينة التُربة عاصمة مديريات الحُجرية بمديراتها السبع..

نطاق جغرافي شاسع مثله اللواء نواة الجيش الوطني وقائده العملاق..

بينما انحصر نطاق الجماعة وانشغالهم بترقيم الإخوان المدرسين وإسناد إليهم مهام قتالية وألوية عسكرية استقطبت الفئة، والمذهب، والجهويات العصبوية المنسحبة على الجماعة..

ظل اللواء يؤدي فروضه في نطاقه الشاسع حتى عادت الجماعة لافتعال اختلالات أمنية، وتصاعدت حدة الاغتيالات في المدينة لتخوض ألوية المحور وأجهزة الداخلية التي تشكلت من خلال كشوف دوائر جهادية بمقر الجماعة..

اختلال ديموغرافي عسكري وغياب المهنية والمعايير التي أدت لخلل أمني أصبح أمراً واقعاً ولا بد من المعالجات لتتمكن المحافظة من النهوض، واستعادة دورها الحيوي، والمحوري حين ظلت السباقة لتمثيل الجملة الوطنية عاود المحور تحميل اللواء الذي يقاتل على مساحة تعادل أضعاف المدينة حين تمددت عجلات اللواء النوعي والمهني والملتزم بالأس العسكري في حده الأدنى إذا لم يكن قد درب وجهز ودرس في دورات تعليمية قتالية ميدانية ونظرية لتخريج عدد من العسكريين القادرين على خوض غمار معركة..

قررت الدوائر المغلقة بعد حملة تحريض طالت اللواء وصلت إلى حد التخوين، والاتهام بالعمالة..

 اغتيال سبقه تحريض تبعه احتيال..

محاولات حثيثة على الذهاب جنوباً منذ العامين والعجلة تدور للخلف بحثاً عن خلف يتلف كل الإنجازات السالف ذكرها، ربما كانت المليشيا الانقلابية قد تعاقدت مع قيادة المحور وألويته الجهادية ضف معسكرات الحشد الشعبي التي نشأت وزرعت عكس اتجاه القِبلة حيث يصلي الحوثيون باتجاه “قم” امتثالاً لقول رافضي مأثور “قُم وصلي نحو قُم”.

يذهب القرار الصادر بتشكيل لجنة تحقيق في اغتيال القائد العميد عدنان الحمادي ليسبح براثن الدهاليز المعتمة والغرف المغلقة ليصدر الرئيس بعد سبعة أشهر من التوجس، والترقب، والحذر قراراً خيب الظنون بتولي قيادة اللواء واحداً من مقاتليه خصوصاً والمعركة أخذت طابعا مختلفا مع قيادات محور تعز من البداية، إذ وضع اللواء ونطاقه الجغرافي ضمن القوى المناهضة للمشروع الإخواني الذي أدمن التفرد والتسلط والاستبداد ليرث تركة النظام السابق إذ يسيطر على القرار الرئاسي وقد ذهبت به ليغادر العاصمة عدن وقد عرض الشرعية الدستورية لما يشبه انقلاب الخريف نكاية بالديكتاتور المتصلب القادم من توابيت الأقبية الدينية الرجعية في اتجاه مغاير للتشاركية الوطنية، والنضال من أجل استكمال تحرير البلاد من براثن المليشيا الانقلابية…

زر الذهاب إلى الأعلى