خطير جدا.. جماعة مسلحة تقتحم منزل ضابطاً رفيعاً في مأرب وتختطفه مع ابنته وتحقق مع زوجته وبقية بناته

 


 


يقبع رئيس دائرة المستودعات والتسليح في وزارة الدفاع، العميد الركن خالد محمد الأمير الحوشبي، منذ أكثر من شهر، في سجن الاستخبارات العسكرية في محافظة مأرب، بعد أن داهمت جماعة مسلحة تنتمي للقوات الحكومية بيته بمدينة مأرب، واختطفته وإحدى بناته، وترفض الإفراج عنه.


وقال شهود عيان من جيران الحوشبي، إن الجماعة المسلحة داهمت بيت الحوشبي، في منتصف ليل الأربعاء 10 / 2 /2020م، أي قبل أكثر من شهر ونصف، واختطفته وابنته الكبرى، التي أفرج عنها لاحقاً.


وأكد شهود العيان أن الجماعة المسلحة، بعد اختطاف العميد الحوشبي وابنته بذريعة تواصله وتعامله مع مليشيا الحوثي الانقلابية، فتحت تحقيقاً في بيته مع بقية أفراد أسرته، زوجته وبقية بناته، وسط ما كانوا يعانونه من رعب وخوف، وبعد العبث بكل أثاث ومحتويات البيت.


وأكد مصدر عسكري مطلع أن من قام باختطاف العميد الحوشبي جماعة من الاستخبارات العسكرية والشرطة العسكرية موالون للقوة النافذة في الجيش الوطني، والتي بيدها مصدر القرار، في إشارة منه إلى جماعة حزب الإصلاح وعلي محسن الأحمر.


وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه لدواعٍ تتعلق بسلامته وأمنه الشخصي: “إن ما يحدث اليوم يحيلنا إلى ما حدث من تصفيات للكوادر الوطنية في الجيش اليمني عقب ثورة 26 سبتمبر، والانقلاب الذي تلاها وجرى في 5 نوفمبر وفك حصار السبعين اليوم، والقوى التي تمارس هذا العمل اليوم هي امتداد لنفس القوى المأزومة وبالعقلية والتوجهات ذاتها”.


وتابع: “ما يجري في مأرب، وتمارسه هذه القوى المتحكمة بقرار الجيش الوطني، يأتي في سياق المشاريع الصغيرة غير الوطنية، والتي تستهدف الشرفاء الوطنيين، ومنهم ضباط في الجيش الوطني، تمهيداً لتصفيتهم وتجريفهم خارج مؤسسات الدولة بحسابات طائفية ومناطقية وحزبية”.


وأكد المصدر أن العميد الحوشبي، والذي ينتمي لمحافظة لحج، من أحد الضباط القدامى في الجيش اليمني، وهو أحد أبرز مؤسسي الجيش الوطني في مأرب، وعمل مع عدد من زملائه ورفاق السلاح على تأسيس اللواء 141 الذي كان يقوده هاشم الأحمر.


وأعرب المصدر عن أسفه لما يتعرض له العشرات من ضباط الجيش اليمني من ممارسات إقصاء وتهميش من قبل القيادة العسكرية التي بيدها القرار، لافتاً إلى أن ما تعرض له الحوشبي هو الأبشع على الإطلاق، مبدياً استغرابه من التهمة التي يحاولون إلصاقها به، وهي تعامله مع الحوثيين.


وقال إن أخذه بتلك الطريقة وابنته معه وتهديدها بالقتل بوضع السلاح على رأسها، واحتجازها في زنزانة انفرادية مظلمة لغرض إرهابه والضغط عليه، واحتجازه دون الإثبات عليه، أو إحالته للمحاكمة، يعد إرهاب دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.


وأضاف أن المجموعة التي مارست كل هذه الانتهاكات بحق الحوشبي لجأت لتغطية فضيحتها بتزوير وثائق حاولت تغيير الوقت فيها من الساعة والواحدة ليلاً إلى الخامسة عصراً، كي تؤكد أنها لم تداهم بيته وتختطفه وابنته والتحقيق مع زوجته وبناته إلا عبر طرق قانونية.


ورفع ملف القضية من قبل الجماعة إلى وزير الدفاع مرفق بقرار تعيين جاهز بديلاً عن الحوشبي في دائرة المعدات لأحد المقربين منهم، لكن وزير الدفاع رفض حينها الأمر، وخاطبهم بالقول: “اثبتوا عليه وأنا عاد اقلع عينه بنفسي”.


وتؤكد أسرة العميد الحوشبي أن اختطافه بهذه الطريقة استهداف واضح له بدعاوى كيدية وملفقة، تندرج في إطار تصفية الحسابات والاستهداف الرخيص، وفق ما نقله مصدر مقرب من الأسرة.


وقال المصدر: “إن أسرة الحوشبي تطالب بتحويله إلى المحاكمة العسكرية، أو الإفراج الفوري عنه في حال لم تثبت أي تهمة عليه”. كما تطالب الأسرة بالتحقيق مع المجموعة التي اختطفته وابنته بتلك الطريقة، والتي قيل إنها تنتمي للاستخبارات العسكرية والشرطة العسكرية في مأرب”.


في السياق، ذكرت مصادر عسكرية أخرى لـ “الشارع”، أن احتجاز الحوشبي من قبل جماعة الإصلاح وعلي محسن يأتي في سياق تصفية الحسابات بين قيادات الجيش في مأرب، خصوصاً بعد استهداف مليشيا الحوثي الانقلابية مخازن السلاح التابعة لوزارة الدفاع في قاعدة صحن الجن بماًرب، مطلع فبراير المنصرم.


وأوضحت المصادر أن القيادات الموالية لحزب الإصلاح وعلي محسن وجدتها فرصة سانحة للتخلص من الحوشبي بتوجيه الاتهام له بأنه من يقف خلف استهداف المخازن الخاصة بالسلاح في صحن الجن.


 


 

Exit mobile version