تفاهمات إصلاحية – حوثية توقف الأضرعي وبرنامجه الشهير “غاغة”

 


على مدى أربع سنوات فائتة، كان برنامج “غاغة” الكوميدي الذي بثته قناة سهيل الفضائية، ضيفاً خفيفاً على المشاهدين اليمنيين في ليالي رمضان، لكنه سيغيب في موسم هذا العام، وفق ما قال مؤلف ومعد البرنامج وبطله الرئيسي محمد الأضرعي لموقع “المصدر أونلاين”.


ولم يوضح الأضرعي اسباب غياب البرنامج الساخر الذي حظي في أربع نسخ، بمشاهدة كبيرة، وعادة ما تثير حلقاته الإعجاب الكبير ونقاش المتابعين النقاش والجدل على وسائل التواصل وفي الواقع.


وأعاد مدير البرامج بقناة سهيل، صلاح الدين حمزة، غياب “غاغة” إلى ثلاثة اسباب هي؛ غياب التمويل، وإصابة الفنان محمد الأضرعي، إضافة إلى جائحة كورونا التي أجبرت السلطات السعودية على حظر التجوال.


وأضاف حمزة إن برنامج “غاغة” يحتاج إمكانيات مالية ومادية ومتسع من الوقت في إنتاج العمل طوال اليوم والتصوير في أماكن متعددة، وهذه كلها ايضاً كانت كفيلة بتوقيف انتاج البرنامج بسبب الاجراءات الاحترازية التي اتخذت في السعودية لمواجهة فيروس كورونا. بحسب ما نقله موقع “المصدر أونلاين” عن حمزة..


أحد أعضاء فريق البرنامج، أشار إلى اسباب أخرى، مؤكداً “أن إصابة الأضرعي لم تكن سبباً رئيسياً في وقف إنتاج “غاغة”، وأن اشتراطات ما، أعاقت انجاز ولو فقرات محدودة منه، قبل أن يتم صرف النظر عن تصويره بعد تفشي فيروس كورونا وفرض الحظر في السعودية. .


وبثت أول نسخة من برنامج “غاغة” في رمضان عام 1437هـ الموافق عام 2016 ميلادية.


وأثار البرنامج جدلاً واسعاً في الأوساط اليمنية، كما حظي بنقاشات واسعدة على شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة تلك الحلقات التي تحمل إسقاطات سياسية وتحديداً حول انقلاب مليشيا الحوثي على السلطة وممارساتها المشابهة لممارسات رجال الدين الشيعة في إيران واستغلالهم معتقدات الشعب للضحك عليه وسرق خيراته.


وينقسم برنامج “غاغة” إلى ثلاث فقرات: الأولى عبارة عن مشاهد تمثيلية يومية يقدمها الفنان الأضرعي بمشاركة ممثلين كوميديين آخرين، ثم يعقبها مشهد حواري بين مذيع والأضرعي وهو متقمص لشخصية رجل دين شيعي يُسَخّر الدين ومعتقدات الناس لمصالحه ويفتي حسب هواه، وأخيرا تقديم مشهد غنائي يؤديه الفنان الأضرعي.


ويمثل غياب البرنامج هذا العام صدمة كبيرة لمتابعيه خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين، وقد أثارت التكهنات بغيابه، غضب نشطاء وسياسيين، ككامل الخوداني الذي أشار إلى تخلي الحكومة عن دعم الأضرعي ولم تقدم له ولآخرين ممن قال إن أعمالهم “تعري للفكر الكهنوتي حتى اصبحت أعمالهم وجبات توعيه لأطفالنا.


وتساءل الدكتور عبده البحش، عن أسباب غياب برنامج غاغة هذا العام وقال في مقال رأي نشره على صفحته بالفيسبوك “أعتقد أني لست الوحيد الذي أصيب بخيبة أمل عند تلقي الخبر المزعج الذي يفيد بأن رمضان هذا العام سيكون بدون غاغة”.


وأضاف: “هل فعلاً هو المرض الذي غيب البرنامج الشعبي الرمضاني المثير للجدل؟ هل للصفقات السياسية دور في منع برنامج غاغة من العرض؟..”.


واقترح أحد المتابعين أن تقوم إدارة القناة باختيار أفضل 30 حلقة من المواسم الأربعة الماضية وبثها على مدار شهر رمضان.


إلى ذلك رأى متابعون أن السياسة تدخلت في الموضوع، وتوقع أن يكون توقيف البرنامج “غاغة” يأتي في سياق التفاهمات بين الإصلاح والحوثيين، على اعتبار أن قناة “سهيل” هي الناطق الرسمي باسم حزب الإصلاح، وفي الآونة الأخيرة تزايد الحديث عن وجود تفاهمات غير معلنة بين الإصلاح ومليشيا الحوثي والتي قد يكون إيقاف عرض البرنامج وتسجيل حلقاته إحدى هذه التفاهمات، سيما وأن الأسباب التي أوردتها القناة غير مقنعة وقد تكون غير صادقة، ولم تستبعد المصادر وجود ضغوطات من قبل قيادة الإصلاح على ادارة القناة بعد تسجيل البرنامج وعدم البحث عن أي تمويل لبرنامج “غاغة”..


يذكر أن مليشيا الحوثيين أصدرت عبر أحد منظريها عام 2017م، فتوى بجواز قتل الأضرعي وإباحة سفك دمه، بسبب ما قالت انه تطاول على الدين واستهداف للرموز والمرجعيات، في إشارة إلى حلفاء الجماعة في إيران.


 

Exit mobile version