تحول خمسة من شباب مدينة عدن، إلى نجوم في المجتمع، بسبب الشجاعة التي أظهروها في الحي القديم بإنقاذ مسن من الموت لتصبح واحدة من القصص الملهمة لسكان المدينة.
ظهر الشبان الخمسة، وهم يتحدُّون السيول الجارفة ويغامرون بحياتهم، لإنقاذ رجل طاعن في السن جرفته السيول التي تدفقت على المدينة بصورة كبيرة، حيث اعترض الشبان السيل الجارف وقاوموا قوته متماسكين واستطاعوا انتزاع الرجل وإنقاذ حياته من موت محقق.
الحادثة التي وثقت في مقطع فيديو لأحد الهواة، باتت حديث الأوساط الشعبية والنخب الثقافية والسياسية، لأنها ألهمت الكثير من سكان المديرية الذين نفذوا أيضاً عمليات إنقاذ مماثلة، كان أبرزها امرأة عجوز هدَّم مسكنُها على رأسها وقام أربعة من شباب مديرية المعلا بإخراجها من تحت الأنقاض، واستخدام ثلاجة طعام قديمة كزورق للعبور بها وسط المياه المتجمعة في الحي وهم يغنون لها.
وجاء رد الفعل من جانب الحكومة والمجلس الانتقالي تجاه تكريم هؤلاء الشبان الذين غامروا بحياتهم من أجل إنقاذ الرجل المسن، لتزيد مساحة التأثير الإيجابي لهذه المواقف، ويصير هؤلاء حديث السكان ومواقع التواصل الاجتماعي. ووسط الألم على الضحايا الذين سقطوا نتيجة السيول الجارفة وتجاوز عددهم ثمانية أشخاص، إلا أن المبادرات الشبابية أعادت للمدينة روحها المعهودة كأبرز مدينة للتعايش والتنوع.
وأحيت في السكان روح التعاون، حيث انطلقت مجاميع شبابية في مختلف المديريات للمساعدة في عمليات الإنقاذ وشفط المياه من داخل المنازل ومن محيطها، وإزالة مخلفات السيول من أحجار أغلقت الشوارع. وتشكل قصة الطفل علي خالد، الذي لا يزيد عمره عن عامين، من حي الطويلة في مديرية كريتر، نموذج متكامل للمأساة التي عاشها السكان.
حيث تدفقت السيول بفعل الأمطار الغزيرة، وداهمت المنزل ولم يكن أمام الأسرة سوى الهروب من المنزل بعد أن انهار سقف منزلهم، لكن ومع مغادرتهم المنزل جرفت السيول الأم وطفلها، حيث فارق الطفل الحياة، فيما تم إنقاذ الأم بعد انتشالها، وامتدت هذه المأساة إلى مديرية التواهي، حيث جرفت السيول طفلين عندما غادرت الأسرة المنزل الذي داهمته السيول.