حزب الإصلاح يستكملُ مسيرةَ التنكيل الحوثية بمدينة تعز وجرحاها
محور تعز، و”الإصلاح” يستخدمان سماسرة وبلاطجة؛ لإرهابهم والاعتداء عليهم
يتمُّ تأخيرُ إرسال مصاريف الجرحى، فعانى عدد منهم الجوع والتشرد في مصر والهند
تعرَّضَ بعضهم للطرد من المستشفيات، ومن أماكن سكنهم؛ لأن محور تعز لم يُرسل تكاليف علاجهم، والمصاريف الشخصية الخاصة بهم
ناموا في الشوارع، ووجَّهوا مناشدات عدّة، إلا أن الرئيس هادي لم يلتفت لهم، ولم يحاول إنقاذهم من فساد “الإصلاح” وزبانيته
طبيب يدرس في الهند كان يشرف على الجرحى هناك، فتمت إزاحته وإرسال مدرس تربوي “إصلاحي” من تعز إلى الهند للقيام بالمهمة رغم أنه لا يتحدث الإنجليزية
“المشرفُ” لا يردُّ على اتِّصالات عدد من الجرحى، ويرفضُ تجديد “الفيزا” لبعضهم؛ لهذا تعرضوا للملاحقات من الشرطة الهندية
كيف استولى “الإصلاح” على اللجنة الطبية المختصَّة بعلاج الجرحى
حرمان جرحى تعز من 5 ملايين دولار كانت ستصرف لهم بشكل مباشر عبر وزارة الدفاع
ستشعرُ بالألمِ والحزنِ، وأنت تشاهد مقاطعَ الفيديو، والبثَّ المباشر على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يظهر فيها عدد من جرحى تعز في الهند ومصر وهم يشكون الجوع، أو وهم مطرودون خارج منازل سكنهم؛ لأنهم لم يتمكنوا من دفع إيجاراتها.
قصصٌ كثيرةٌ تحكي تفاصيل تشرد، وخذلان، وجوع، وطرد من السكن، وفساد اللجنة الطبية للجرحى التابعة لمحور تعز العسكري. وما بين هذا وذاك يتعرض الجرحى لتمييز حزبي؛ إذ يجري تقديم الرعاية الكاملة للجرحى التابعون لحزب الإصلاح، أو الموالين له، فيما تمَّ ويتمُّ استبعاد الجرحى المستقلون، أو اللذين لديهم توجهات سياسية معارضة لهذا الحزب.
يقول رامز الشارحي، أحد العائدين من القاهرة للصحيفة إن “بعض الجرحى ظلوا سنوات، وتم صرف للجريح الواحد منهم أكثر من 10 ألف دولار، رغم أن تكاليف علاجه لا تتجاوز ربع المبلغ، وفترة علاجهم لا تستغرق 3 أشهر”. وأشار “رامز” إلى أن “لجنة القاهرة تفتقر لخطة عمل حقيقية، ولا تختلف كثيراً عن اللجنة الرئيسة في تعز، والتي ليس لها خطة عمل أو متابعة البرنامج العلاجي لكل جريح”.
سماسرةٌ!
كثيرةٌ هي القصص المأساوية التي تعرض لها الجرحى في الخارج، ولا يزالوا يتعرضون لها حتى اليوم؛ من الإهمال إلى المحسوبية وصولاً إلى اللجان الحزبية الخفية، وسماسرة هذا المجال من أطباء ومشرفين جميعهم يمارسون أساليب الابتزاز تحت حجج ومبررات واهية.
يقول محمد صلاح، أحد الجرحى في العاصمة المصرية القاهرة لـ “الشارع”: “سافرت القاهرة لعلاج الإصابات التي في وجهي، وتركيب رِجل صناعية بدلاً عن رجلي اليمنى، لكن وجدت نفسي في يد عصابة سماسرة أخَّرونا سنة عن العلاج”.
أضاف محمد: “صديقي جاء بعدي بفترة، وجرت أمور معاملته سريعاً، وفعل العملية قبل أن ينتهي الشهر الثاني لمجيئه. سألته: كيف فعلت؟ رد عليَّ: دفعت مبلغ لـ أحمد جمال، سمسري في المستشفى، ومشت أموري”.
من مدرس تربوي في تعز إلى “مُشرف” على الجرحى في الهند!
جرحى تعز في الهند يُعانون، أيضاً، من الإهمال المتعمد، ويتم تأخير صرف المستحقات المالية الخاصة بهم لأشهر، فيعانون، جراء ذلك، من الجوع، والنوم في الشوارع؛ إذ يتم طردهم من أماكن سكنهم بسبب عدم قدرتهم على دفع إيجاراتها!
لقد تمَّ إرسال أحد المنتمين إلى حزب الإصلاح (مدرس تربوي) من تعز إلى الهند، ليعمل مشرفاً على الجرحى هناك؛ رغم أنه غير مؤهَّل للقيام بالمهمة، ولا يستطيع حتى التحدث بالإنجليزية؛ فيما المشرف السابق عليهم كان يحمل شهادة دكتوراه ويجيد الإنجليزية، ويدرس في الهند.
يشكو جرحى تعز في الهند من اللجنة الطبية التابعة للمحور، ومن “المشرف” الذي عينته عليهم رغم أنه غير مؤهَّل، وليس لديه حتى لغة إنجليزية. ويقول الجرحى أن هذا “المشرف”، الذي ينتمي لحزب الإصلاح، يمارس الفساد وينهب مستحقاتهم، ويعرقل الانتهاء من علاجهم.
وبسببِ التعامل السيئ من قبل اللجنة الطبية، و”المشرف”، تعرض عدد من جرحى تعز في الهند إلى مشاكل كثيرة منها الطرد من المستشفيات بمبرر عدم دفع التكاليف علاجهم، والطرد من أماكن سكنهم، والملاحقة من قِبَل الشرطة الهندية بسبب انتهاء تأشيرات الإقامة الخاصة بهم! لقد تم طرد بعضهم من المستشفيات؛ لأن اللجنة الطبية التابعة لمحور تعز لم تدفع تكاليف علاجاتهم لتلك المستشفيات!
“المشرف” المنتمي لـ “الإصلاح”، لا يرد على اتِّصالات عدد من الجرحى، ويرفض حتى تجديد “الفيزا” لبعضهم؛ لهذا تعرضوا للملاحقات من الشرطة الهندية.
ناموا في الشوارع، ووجهوا مناشدات عدّة، إلا أن الرئيس هادي لم يلتفت لهم، ولم يحاول إنقاذهم من فساد “الإصلاح” وزبانيته.
يقتاتون من قيح الجرحى
في سياق النهب المنظمة للمخصصات المالية الخاصة بعلاج جرحى تعز، قال لـ “الشارع” (إ. ع)، مسؤول سابق في اللجنة الطبية التابعة للمحور، إن “ملايين الدولارات المخصصة للجرحى يجري تسليمها إلى اللجنة الطبية والمسؤولين عن ملف الجرحى، وتذهب هذه الملايين إلى جيوب هؤلاء المسؤولين (قيادة محور تعز)، ومسؤولين عسكريين ومدنيين في تعز”.
ويضيف: “هناك تلاعب واضح في ملف الجرحى، وهناك هوامير فساد، وشبكة من السماسرة، متحكمون به، وتعجز “الشرعية”، بسبب ضعف قادتها، عن إيقاف هذا الفساد، ووضع حداً له، وتخليص الجرحى منه”. مشيراً إلى أن “هناك اختلاس ونهب لمبالغ مالية كبيرة مخصص لعلاج جرحى تعز، وهناك علاقات استرزاق وفساد تجمع اللجنة الطبية الرئيسة التي في تعز، والمشرفين على الجرحى في مصر والهند”.
“المسؤول المالي للجنة الطبية، والعلاقة التي تربطه برئيس اللجنة، هي جزء من الفساد القائم في اللجنة.. هناك بعض السماسرة العاملين مع اللجنة يهددون أي جريح يطالب بحقه، أو يعترض على الفساد الذي تُمارسه اللجنة”؛ هكذا قال لنا جريح يتلقى العلاج في العاصمة المصرية القاهرة. وأضاف: “أي جريح يأتي ليستلم المبلغ حقه، يُعَرقَل من قبل هؤلاء ويقومون بطرده”.
ومؤخراً تمَّ الاعتداء على رئيس رابطة جرحى تعز في الهند، هشام الأرحبي؛ لأنه كشف فساد “المشرف” على الجرحى في الهند. تم الاعتداء عليه في الشارع، من قبل شخص يرتبط بـ “المشرف”.
جريح ذهب للعلاج في الخارج وجريح ما زال ينتظر؛ في ظل تعدد اللجان الطبية وتعدد اللصوص فيها، ووجود لجان أخرى خفية، وسوء إدارة وخلل في عملية فرز للجرحى ضمن الأولوية في الكشوفات وخطورة الإصابة. والنتيجة تَعَفُّن جراح عشرات الجرحى في تعز، وتدهور حالتهم الصحية والنفسية يوما بعد يوم؛ ولا حياة لمن تنادي.
الحوثي، دَمَّر اليمن، وأدخلها في حروب مفتوح، وفرض على اليمنيين القتال دفاعاً عن أنفسهم.
جرحى تعز أصيبوا وهم يدافعون عن محافظتهم. لقد أصابتهم ألغام الغدر الحوثية، ثم جاء حزب الإصلاح وأكمل مسيرة التنكيل بأبناء تعز والجرحى.
سرقة الأموال الحكومية الخاصة بعلاج الجرحى
استلمت اللجنة الطبية التابعة لمحور تعز العسكري ملايين الدولارات باسم علاج جرحى المحافظة، ولم تنجز شيئاً يُذكر بتلك المبالغ المالية الكبيرة. رغم تلك الأموال، والأقساط التي كانت اللجنة تخصمها، دون حق قانوني، من رواتب موظفي الدولة في المحافظة، إلا أنها لم تستطع استكمال علاج 69 جريحاً معلَّقين في مصر والهند!
جرحى بقية المحافظات لا يُعانون بقدر معاناة جرحى تعز، الذين صارت معاناتهم مأساوية ومعيبة وغير أخلاقية. لم نسمع ضجيجاً وشكاوي من جرحى مأرب، وعدن، والساحل الغربي، والضالع؛ لأن المسؤولين عن هؤلاء ليسوا لصوصاً بقدر لصوصية حزب الإصلاح. لا أحد يتفوق على “الإصلاح” في اللصوصية والفساد إلا مليشيا الحوثي.
السلطات في مأرب تُعالج جرحى الحرب في مستشفيات محلية في المدينة، ومن حالته صعبه ترسله إلى الخارج للعلاج. جرحى الضالع والساحل الغربي يتم إرسالهم للعلاج في مستشفيات محلية في عدن، وذوي الحالات الصعبة يتم تسفيرهم إلى مصر للعلاج في مستشفيات هناك يتم دفع مستحقاتها بشكل مباشر من قِبل السلطات في الساحل الغربي والضالع. أما الوضع في تعز فهو مختلف تماماً.
اللجنة الطبية لعلاج الجرحى في تعز كانت لجنة مدنية تتبع السلطة المحلية في المحافظة، وترأسها الدكتورة إيلان عبدالحق. حزب الإصلاح، وقيادة المحور، افتعلا المشاكل للجنة المدنية، ومارسوا على أفرادها ضغوطات، واعتدوا على رئيستها، حتى تم إلغاء اللجنة، وإسناد مهمة تشكيلها لقيادة محور تعز العسكري. شَكَّل المحور اللجنة بلون حزبي واحد يبدو واضحاً من هيمنة حزب الإصلاح على اللجنة. وهكذا، صار خلاص الجرحى مرهوناً بحزب سياسي فاسد ومحكوم بعصبوية إيديولوجية متعصبة.
قبل أكثر من عام، حصل محور تعز (بفضل “الإصلاح” وعلي محسن الأحمر) على توجيه رئاسي قضى بصرف خمسة ملايين دولار لعلاج جرحى الحزب في تعز. رئيس الوزراء، رفض تسليم المبلغ لمحور تعز، واشترط أن يتم صرف تكاليف علاج الجرحى عبر الدائرة المالية التابعة لوزارة الدفاع، فجنَّ جنون “الإصلاح”، وشَنتْ كلابه المسعور (ناشطيه) حملات تحريضية/ تلفيقية لرئيس الوزراء؛ من قبيل القول إنه ضد جرحى تعز، وهو لم يفعل غير محاولة إيقاف فساد قيادة المحور وحزب الإصلاح بالأموال المخصصة لعلاج جرحى الحرب في تعز.
لماذا رفض المحور و”الإصلاح” صرف مخصصات علاج الجرحى عبر الدائرة المالية التابعة لوزارة الدفاع؟! الجواب واضح ومعروف: لأنهما يريدان الاستمرار في نهب الأموال المخصصة للجرحى.