في الساحل، الحديدة والمخا، كما في كوفل مأرب، وقبلها في عدن، وحتى أبين أخيراً، كان نبيل القعيطي، أكثر منه مراسلاً ومصوراً للوكالة الفرنسية، صانع إعلام وعدسة توثيق وشاهد مرحلة. ومن أوائل وأشجع من خاض الغمار مراسلاً حربياً وميدانياً. لكنه، أيضاً، ابن قضية آمن بها واندفع بأجمعه في سبيلها لا يلوي على شيء.
نبيل القعيطي قبل وبعد ذلك، شاب قريب من القلوب أسهل وأجمل ما تبني معه علاقة زمالة وصداقة، خدوم وبذول ولا يتجاهل اتصالاً أو يتردد في التجاوب مع استعانة زميل.
نحن الشماليين خسرنا نبيل أكثر، وفقدانه بهذه الطريقة يخنقنا ويعتصرنا الحزن والألم.
نبيل الصوفي ومجاهد القب واسماعيل القاضي وزملاء كثر هنا وهناك نالت منهم الجريمة في العمق..
قال مجاهد القب: يا ربي، من عاد باقي معانا يا نبيل؟
وقال نبيل الصوفي: أعيش المرارة ومشاعر الرحيل ذاتها.. رحيل عدنان الحمادي وهديل.
أما ابن المخا الشاب اسماعيل القاضي، غالبه الحزن وحشرج بالكلمات: كنت معه.. بقينا معاً وزملاء في غرفة.. كيف يقتلون نبيل؟؟
بالأمس لا غير تنبهت أني لا أتابع حسابه في تويتر وأسرعت الاستدراك وصافحته هناك بضغطة زر إنها لتعتصرني وتضغط الآن على جرح في قلبي.
أشياء عميقة وعزيزة فينا ترحل مع أجمل وأعز الراحلين غيلة برصاصات الغدر تتخطفهم وتنال منا رصاصات القتلة.
رحمة الله وسلامه لروحك نبيل القعيطي.